هيبة الدولة في قاع البئر !

أثبتت الصور التي نقلتها وسائل الإعلام بين والي ولاية المسيلة وشقيق الشاب “عياش” الذي غرق في البئر ببلدية الحوامد رحمة الله عليه هذه الصور أكدت من خلال طريقة كلام المواطن البسيط مع المسؤول الأول عن الولاية أن هيبة الدولة هي التي غرقت في قاع البئر؟ وليس عياش إذ كيف يسمح مسؤول سام يمثل دولة أن يتكلم معه مواطن بطريقة غير محترمة؟ وهذا مهما كان السبب والمصاب لأنها ليست الدولة التي قالت لـ”عياش” رحمه الله انزل للبئر وغامر بحياتك أو أن الوالي هو الذي ألقى به في البئر! وإنقاذ الأشخاص هي مهمة الحماية المدنية وكذلك تسخير العتاد من مهام مصالح ومديريات أخرى.

لأن هيبة الوالي من هيبة الدولة واحترامه هو احترام الدولة ورموزها ولا يحق لأي كان إهانة أي مسؤول، ومن حقنا أن نغضب وأن ننتقد لكن في حدود اللباقة والتربية والأخلاق، السؤال كيف سيعلق الأجانب عندما يشاهدون تلك الصورة؟ !  

ليس من العدل أن نحمل غيرنا أخطاءنا وتهورنا وطيشنا، هذه الحادثة ذكرتني بالتفجير الإرهابي الذي ضرب شارع عميروش في 1995 وكيف تحدثت مواطنة مع الرئيس “زروال” كانت ضحية التفجير وشُلّت في تلك الحادثة وفقدت أختها لما زارها في المستشفى الرئيس وقالت له بأدب واحترام وهي راقدة في سريرها تتألم :”سيدي الرئيس اعمل شيئا لإنقاذ البلاد” ولم تحمله مسؤولية ما وقع أو قالت له أنا مشلولة بسببك وفقدت أختي كذلك بسببك لأنك لم توفر لنا الأمن ؟ أو أين كنت؟ هذا هو الفرق  بين الأمس واليوم، صنعنا شعبا اتكالي، شعبا مسعفا أعطته الدولة كل شيء حتى أصبح يحملها جنونه وطيشه، العائلات تترك أبناءها يركبون البحر ،إذا وصلوا يقولون أبناؤنا أبطال و”قافزين” وإذا غرقوا ،الدولة هي المسؤولة على غرقهم؟!

التحضر والأخلاق هي أن لا نحمل غيرنا أخطاءنا وتقصيرنا وأن نتعلم لغة الحوار والنقاش ونبني هذا الوطن رغم الصعاب والفساد بنوايانا وصدق عزيمتنا دون الاتكال على الدولة وأن نتحمل مسؤوليتنا كاملة مهما كانت النتيجة، لأن دولة القانون فوق الجميع وأن نستثمر في الإنسان لأن الدول المتقدمة استثمرت في الإنسان بدل الحروب الدونكيشوتية.     

Exit mobile version