يدخل الحراك المبارك الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري 2019 إلى اليوم أسبوعه الخامس، حراك شامل عبر كامل التراب الوطني يطالب برحيل بوتفليقة وجماعته وبمحاسبة رموز الفساد الذين نهبوا واستولوا على جل المشاريع الاقتصادية باسم الموالاة وباسم أشياء أخرى، حراك كانت شرارته العهدة الخامسة التي أصر عليها رموز الفساد للاستمرار في الحكم لنهب المزيد من الثروات، لكن الشعب الثائر سليل الشهداء والثوار الأشراف قال قولة رجل واحد: لا للخامسة ولا للتمديد والرحيل ولا بديل عن الرحيل الجماعي لرموز عقدين من حكم بوتفليقة.
الشعب خرج برمته في مسيرات سلمية حضارية أبهرت العالم، فالسؤال اليوم إلى متى تبقى “الجماعة” مصرة على تحدي الشعب الجزائري بالبقاء في السلطة رغم رفض الشعب بأكمله لهذه الزمرة المنتهية الصلاحية منذ 22 فيفري ؟
إذا كان “ديغول” أيام ثورة التحرير فهم الرسالة وتخلى عن استعمار عمره 132 سنة بفضل ثورة مباركة وتضحيات مليون ونصف مليون شهيد فما بالك بحكم عمره 20 سنة واجهته فساد في فساد؟
الشعب ثار سلميا ضد حكم الفساد والدارس الجيد للتاريخ يعرف أن ثورة الشعوب مثل الطوفان وغضب الشعوب مثل البركان والشعب الجزائري الثائر عبر التاريخ ضد الظلم وضد الفساد قرر رحيل كل الجماعة وبناء دولة خالية من رموز الفساد ومن أثرياء حكم بوتفليقة من مقاولي الهف والغش وصناعيي الاستيراد الصيني والتهرب الضريبي ومركِبِي السيارات المركّبة؟ ! الذين كونوا ثروات طائلة من مال الشعب وعرقه.
اليوم، دقت ساعة الرحيل وساعة الحساب، ارحلوا، ارحلوا، ارحلوا.
