مشاهد: انتخابات أوروبا.. نتائج وطنية لسياسة أوروبية ؟ !    

أفرزت نتائج الانتخابات الأوروبية سياسة جديدة تنشد الوحدة كخيار سياسي لا بديل له وهذا رغم فوز حزب الـ”بريكسيت” ببريطانيا الذي سيسمح لبريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي بدون استفتاء.

نتائج الانتخابات الأوروبية ستسفر عن برلمان أوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية بمقاطعة الألزاس Alsace سيشهد فسيفساء سياسية مشكلة من حزب الرابطة الإيطالي الفائز بالأغلبية في إيطاليا وحزب “أوربان” بالمجر اليميني القومي العائد بالمجريين إلى الدولة الوطنية. كما شهدت هذه الانتخابات بفرنسا تراجع حزب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” الذي تراجع أمام حزب التجمع الوطني لـ”مارين لوبان” التي حققت فوزا أرجعه المحللين إلى سياسة ماكرون وقراراته الاقتصادية التي تخدم الأغنياء، فكان التصويت عقابي له.

أما الانتخابات في إسبانيا فشهدت انتكاسة حزب “فوكس” لليمين المتطرف وعودة الاشتراكيين إلى الواجهة، ونفس الشيء في النمسا، أين احتفظ حزب المحافظين بقيادة المستشار الفيدرالي “سيباستيان كورز” بالأغلبية أمام تراجع حزب الحرية اليميني المتطرف بسبب فضيحة “IBIZA GATE”.

وعلى العموم، أكدت نتائج الانتخابات الأوروبية تأثير السياسة الداخلية للدول على مصير السياسة الأوروبية مما يعزز استمرار الوحدة الأوروبية خاصة مع الصعود الباهر لحزب الخضر في ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والذي يعزز ويشجع الاهتمام بالبيئة والمناخ ويكون بمثابة ضابط الإيقاع للسياسة العامة للاتحاد الأوروبي في ظل تنامي الحركات الشعبوية والحنين إلى الدول القومية الوطنية ! في عصر لا مكان فيه للضعفاء أمام الزحف الهائل للصين وروسيا ودركي العالم الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت ترى في أوروبا موحدة دولة صغيرة في نظر ترامب ؟ !           

 

 

Exit mobile version