مرت الجزائر وللأسف ولسوء حظنا ب 4 عشريات تركت الأثر البليغ في نفسية الشعب وفي حاضر ومستقبل البلاد.
العشرية الأولى هي عشرية الشاذلي رحمه الله وسميت بالعشرية السوداء بسبب بداية انتشار الفساد والانتقال من الحكم البومدييني الاشتراكي إلى الحكم الليبرالي وكانت نتائجها وخيمة على الأمة بأحداث غيرت مجرى السياسة في البلاد ومؤسساتها.
والبداية بأحداث 05 أكتوبر 88 والتي فتحت الباب للنظام لكي يغير واجهته السياسية، ثم جاءت بعدها العشرية الحمراء أو ما يعرف بسنوات الدم والدموع، سنوات الفوضى والإرهاب وبعدها عشريتي 1999-2019 أي سنوات النهب، الرداءة والفساد من حكم الرئيس المخلوع بوتفليقة وهي السنوات التي أوصلت سعيداني إلى سدة البرلمان وشهدت دخول أصحاب المال الفاسد للبرلمان ولمجلس الأمة كما شهدت اختطاف الدولة من طرف المافيا السياسية المالية وأذناب العصابة ولا داعي لإعادة سرد القصة الكاملة للعصابة وأذنابها وكلابها، فالحديث هنا فقط عن الحوار الذي نشر باسم المدعو السعيداني والذي تحدث عن الفيل الذي غرر به ؟!
كلام الطبال أو “الهذيان” هي عملية انتحارية لرجل يرى يوميا جماعته تسقط الواحد تلوى الآخر ويزج بهم في السجن وبدأ يشعر بضيق الدائرة حوله فراح يهرول تارة، يغازل المخزن وتارة يرثي فيله وتارة يشده الحنين إلى الطبلة والمزمار فيطبل وهو يعلم جيدا أن حواراته المكتوبة باسمه لا تقدم ولا تؤخر في المشهد السياسي والإعلامي.
والتحليل النفسي لهذا الرجل يؤكد أنه يعيش في عزلة قاتلة وقد تملّكه الخوف والرعب من المجهول وهذا بعدما سُجن أقرب مقربيه وعرابيه ومموليه، فراح يعرض خدماته على من يدفع ويوفر له الحماية والرعاية ؟! فمصيره ومصير فيله سببه الحراك الشعبي بمرافقة الجيش الوطني الشعبي الذي أتى على العصابة وهذا مثلما أرسل الله “الطير الأبابيل” على أصحاب الفيل فجعل كيدهم في تظليل فجعلهم كالعصف المأكول مثلما جاء في سورة الفيل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
صدق الله العظيم.
وللكعبة رب يحميها وللجزائر جيش وشعب يحمونها من دسائس الأعداء وتآمر العصابة وأذنابها. تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
