ما يجب أن يقال: مؤتمر البحرين … ذئاب على مائدة اللئام ؟ !

مؤتمر البحرين لأمن الخليج هو في الحقيقة نيتو خليجي جديد تقوده إسرائيل، هذا المؤتمر الذي احتضنته البحرين بمشاركة بريطانيا، أستراليا، السعودية، الإمارات وإسرائيل بقيادة الو.م.أ هدفه ردع إيران وتشكيل قوة عسكرية مهمتها أمن الخليج وحماية مضيق هرمز لأن ثلث النفط العالمي يمر بحرا عبر هذا المضيق لهذا تحاول الو.م.أ تشكيل قوة بحرية دولية تشارك فيها حتى إسرائيل لمرافقة السفن التجارية العابرة للمضيق وللخليج العربي ككل.   

وسبق للو.م.أ أن اتهمت إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت لها بعض السفن في مياه الخليج، لكن إيران سبق وأن نفت مسؤوليتها واتهمت أطرافا بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وللإشارة تعرضت عدة سفن لحوادث غامضة في الخمسة أشهر الماضية بمياه الخليج، كما أنكرت الخارجية الإيرانية مشاركة إسرائيل في مؤتمر المنامة ويرى بعض الخبراء أن مؤتمر البحرين هو في الحقيقة فرصة لإشراك إسرائيل في القوة السعودية الإماراتية وتطبيع غير معلن مع الكيان الصهيوني بل هو اختراق مثلما يرى البعض لأن هذا المؤتمر من الناحية السياسية هو مؤدبة غذاء عمل لا أكثر فوثيقة العمل فيه منبثقة عن مؤتمر الشرق الأوسط بـ”وارسو”، إذ كيف تسمي البحرين وحلفاؤها هذا المؤتمر بمؤتمر لأمن الخليج؟ ! ودولة محورية ومهمة مثل قطر مقصية ومحاصرة؟؟

أليس هذا تناقض ونفاق وشقاق خليجي إسرائيلي بمباركة أمريكية، كنا نضن أن البحرين هي الدولة الوحيدة في الخليج التي تصلح أن تكون مثالا للدول التي تشعر بالتهديد ولا تملك الوسائل لمواجهته لأن هذا البلد الصغير في الخليج والقريب من أكبر منابع البترول المهمة في العالم لا يملك قوات مسلحة كافية وكان حلمه دائما أن يصبح مركزا ماليا وتجاريا لكن الحلم تبدد حين انفجرت القلاقل وتكاثف دخان القنابل وسال الدم، بل أصبحت البحرين كازينو الخليج حتى لا نقول “كابريه” الخليج.

ما يجري في البحرين أكبر من التجاهل لأنه نموذج قائم وقابل للتكرار والانفجار في السعودية أو الإمارات لأن الحقائق هي أن هناك تركيز للثروة وانتشار للفقر وأن الأغلبية الفقيرة شيعية والأقلية الغنية سنية وهذا التفاوت الاجتماعي أدى إلى انقسام حقيقي يختلط فيه المعتقد الديني مع الظرف الاجتماعي وهذا المؤتمر هو في الحقيقة فرصة لـ”ترامب” لعقد المزيد من صفقات السلاح لحل مشاكل الميزان التجاري الأمريكي والميزان الأمني والأمر ليس مقصورا على البحرين فهي مجرد محطة لمشاهد قد تتكرر في مواقع أخرى من الخليج.

ومن سوء حظ العربان أن منطق الأمن وحده مجرد من أي إستراتيجية اجتماعية أو سياسية والإيمان فقط بمنطق المؤامرة الخارجية والبحث الدائم عن عدو يتهمه بالهجمات البحرية من الخارج والحقيقة أن العدو الحقيقي في الداخل والقنابل الاجتماعية في السعودية والإمارات قد تنفجر في أي لحظة وليس الترفيه الاصطناعي وعروض الأزياء وحفلات “جانيت جاكسون” هي التي قد تزيل الغضب المشحون.

 

 

Exit mobile version