إفريقيا، هذه القارة التي كان ينبذها الجميع أصبحت محل مغازلة كبار العالم من الصين، روسيا والو.م.أ والسبب هو السوق الاستهلاكية الواعدة.
ترامب يعرف جيدا أن بترول الخليج لا يدوم ويعرف كذلك أن القارة العجوز أوروبا لا مجال فيها لمنافسة ألمانيا وفرنسا في ظل الاتحاد الأوروبي الموحد، فلم يبق له سوى إفريقيا القارة العذراء التي أصبحت تغري الكل بأراضيها الشاسعة وسوقها الاستهلاكية الهائلة ولذلك تحركت الدبلوماسية الأمريكية نحو القارة السمراء فتقاطعت معها الدبلوماسية الروسية التي أصبح يطغى عليها التكتيك الإستخباراتي للضابط السابق للكا.جي.بي. فلاديمير بوتين والذي مزج بين تجارة السلاح والاستثمار الاقتصادي، والنفوذ الروسي الدولي كعامل توازن مهم.
يحدث هذا في ظل الزحف الصيني والاختراق الإسرائيلي في عدة دول إفريقية، خاصة دول منبع النيل وكذلك التواجد التركي باسم البديل المحتمل بدبلوماسية يطغى عليها شبح الإمبراطورية العثمانية.
وفي زخم كل هذه التجاذبات والتقاطعات، لزالة إفريقيا تدفع فواتير الإرث الاستعماري وعقدة الإيديولوجيات البائدة وهاجس الفقر والهجرة، والسؤال اليوم هل تنجح إفريقيا في تحصين نفسها من الأزمات المفتعلة وتنأى بنفسها من مخططات النظام العالمي الجديد وإعادة رسم خارطة العالم الجديدة وفق مصالح الدول العظمى ولذلك يجب على الأفارقة أن يتحدوا تحت شعار “إفريقيا للأفارقة” ؟ !
