ما يجب أن يقال: الدبلوماسية بين المجد الضائع والبكاء على الأطلال ؟!

الدبلوماسية الجزائرية دبلوماسية عريقة لها تاريخ من الانجازات على جميع الأصعدة قبل الاستقلال وبعده، نجاح له عدة أسباب، منها بريق ثورة التحرير وكفاءة رجالات الدبلوماسية من محمد يزيد، خميستي إلى المرحوم الصديق بن يحيى دون أن ننسى النشيط والمحنك عبد القادر مساهل الذي صال وجال في أدغال إفريقيا صحفيا ودبلوماسيا, وهرم الدبلوماسية الجزائرية وسفيرها في الهيئات الدولية الأخضر الابراهيمي.

 وما حفزني إلى التطرق إلى موضوع الدبلوماسية هو الاعتراف الأمريكي بمجهودات الجزائر ودبلوماسيتها الراقية في تحرير الرهائن الأمريكيين في إيران وهذا بمناسبة مرور 40 سنة على حادثة احتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين داخل سفارتهم بطهران سنة 1979.

هذا الانجاز لا يحسب فقط للدبلوماسي اللامع الصديق بن يحيى وحده وإنما للمدرسة الدبلوماسية الجزائرية العريقة التي لها كما قلت سالفا تاريخ ناصع من الانجازات فكان صوتها لا يعلو عليه أي صوت في المحافل الدولية فعندما تتكلم الدبلوماسية الجزائرية ينصت لها الجميع لأنها دبلوماسية برغماتية محايدة تؤمن بالعمل الدبلوماسي الحقيقي وفق المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان وثقافة السلام، لكن اليوم بعد خراب “مالطا” تحول قطاع الدبلوماسية للأسف إلى قطاع “الصفوة المتميزة” وأبناء الذوات وذي القربى.

ولهذا تراجع مردود دبلوماسيتنا في بعض السفارات وأصبح دور السفير هو إرسال علب “دقلة نور” وتنظيم حفلات الاستقبال في الأعياد الوطنية، سفراء لا قدرة لهم في التأثير على أصحاب القرار أو في الإعلام والسياسة وعالم المال والأعمال لدى الدول التي عينوا فيها، فلا مبادرات ولا نشاطات سوى انتظار التعليمات من الجزائر؟!          

نحن بهذا الانتقاد نريد الخير لدبلوماسيتنا ونريد أن تعود إلى سالف عهدها بالتخلي عن التعيينات في هذا القطاع وعن المحاباة والمحسوبية وأن يضع صاحب القرار في التعيين المردودية والنجاعة وخدمة الوطن لا الأشخاص لأن الدبلوماسية هي الواجهة والقوة الضاربة للدول والمرآة العاكسة للسياسات الداخلية.

 

 

Exit mobile version