لا يختلف اثنان على أن تاريخ تركيا الجديدة هو “رجب طيب أردوغان” الذي فرض نموذجا سياسيا جعل من تركيا قوة اقتصادية، سياسية وعسكرية يحسب لها ألف حساب إقليميا ودوليا.
تركيا صاحبة الديموغرافيا الطاغية التي رفضت أوروبا انضمامها للاتحاد الأوروبي هي عضو فاعل في حلف الناتو ودولة محورية في العالم الإسلامي وتقيم علاقات قوية مع إسرائيل وتساعد القضية الفلسطينية اقتصاديا وسياسيا في نفس الوقت، أصبحت دولة فاعلة ومؤثرة في النزاعات الدولية وعلى سبيل المثال سوريا وليبيا.
وبسبب كل هذا النشاط المتعدد الأهداف استعاد الرجل المريض “تركيا” عافيته وأصبح يحلم بأمجاد الإمبراطورية العثمانية وأصبح المسلمون في زمن الخنوع وانقراض الحكام الرجال يحنون إلى السلطان “سليمان” ورأوا في أردوغان المهدي المنتظر لأمة مهزومة ومكسورة، فأردوغان لم يكتب تاريخ تركيا الجديدة بل هو التاريخ نفسه الذي سيدرس مستقبلا للأجيال.
تركيا بقيادة أردوغان لم تكتف بإبعاد العسكر عن الحكم والتدخل في السياسة بل جعلت من الجيش قوة ضاربة لخدمة مصالح تركيا خارجيا وما تواجدهم في قطر وليبيا وسوريا إلا جزء من إستراتيجية أردوغان السياسية البراغماتية التي جعلت من تركيا نموذجا للدولة العصرية الناجحة وجعلت من الباب العالي عامل توازن لا يعترف بالجغرافيا وإنما يعترف بالبراغماتية وذكاء الرجل التركي سليل الدولة العلية والإمبراطورية العثمانية والذي كتب تاريخا جديدا لتركيا اسمه الطيب رجب أردوغان.
