تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان بدأت في شن حروب دبلوماسية وجيوإستراتيجية على المصالح والمواقع الفرنسية وبدأ الباب العالي يتغلغل في مناطق النفوذ الفرنسي، سواء في مالي أو النيجر وكلها رسائل واضحة لقصر الإيليزي، يريد الرئيس أردوغان أن يشاكس ويخلط بها أوراق باريس بسياسة الاقتحام.
ففرنسا كانت أول دولة بقيادة المتهور ساركوزي والمنظر “برنارد هنري ليفي”، تدخلت عسكريا في ليبيا وراهنت على الماريشال خليفة حفتر، وهاهي اليوم تكاد تخرج خالية الوفاض من الملف الليبي بسبب المعالجة الخاطئة لمخابراتها وبسبب كذلك تعظيم قوة حفتر ومراهنتها على الحل العسكري وانسياقها وراء مخططات مصر والإمارات.
دخول تركيا على الخط الليبي أخلط أوراق فرنسا وحلفائها بليبيا و”أردوغان” يعرف جيدا سياسة الكر والفر وراح يلعب في ساحة النفوذ الفرنسي بمالي، ليبيا والنيجر وهي مناطق كانت محرمة في وقت قريب حتى على الدول الكبرى ؟ !
وما تقوم به اليوم فرنسا من مناورات في شرق المتوسط مع اليونان وإيطاليا هي كذلك رسائل مباشرة لأنقرة على تنقيبها على الغاز في شرق المتوسط ، وما هذه المناورات سوى مزايدات للصراع القائم بين فرنسا وتركيا في ليبيا حول اقتسام الغنائم في النفط الليبي وفي إعمار ما دمره “حفتر” وحلفاء الندامة.
والصراع الفرنسي التركي قائم بخلفية تاريخية بحيث تذكر دائما فرنسا بجرائم الأتراك في حق الأرمن وتركيا ترد بالتذكير بجرائم فرنسا في حق الشعب الجزائري، إنها حرب التاريخ والجغرافيا بين الباب العالي وفرنسا من أجل مصالح ومواقع في ليبيا وغيرها، وما قضية “آيا صوفيا” إلا مناقرة للاتحاد الأوروبي والمجتمع المسيحي ودغدغة لمشاعر المسلمين الباحثين دوما عن زعيم يقودهم نحو بر الأمان أو يذكرهم بالأندلس الفردوس المفقود.
