أثارت، تصريحات الوزير الأول الجديد القديم، أحمد أويحيى، حول شكيب خليل، جدلا واسعا في الأوساط الشعبية، السياسية والإعلامية، تصريحات أويحيى، التي يقول فيها بأن “وزير الطاقة الشهير والمثير للجدل مظلوم”، تطرح ألف سؤال لسبب واحد هو أن أويحيى كان رئيسا للحكومة لما أبعد شكيب خليل من وزارة الطاقة وهذا بعد قضية سوناطراك 1 و2، يومها شكيب خليل، كان مرشحا بقوة لخلافة أويحيى على رأس الحكومة، ورغم أن التيار لم يكن يمر بين الرجلين، الآن يخرج علينا الأمين العام لـ”لأرندي” بهذا التصريح المتأخر جدا والذي لن يفيد في شيء سواء سياسيا أو قضائيا، سوى محاولة تملق لصاحب القرار.
بعض المحللين السياسيين استغربوا لهذا التصريح بحكم أن أويحيى معروف عنه كل شيء إلا التهوّر فهو رجل يتقن فن الخطابة وفن المناورة، وهنا كلامه منقوص من المعلومة الحقيقية ومن الشجاعة السياسية حتى لا نقول الأخلاقية لأن أويحيى لم يعطينا اسم الجهة التي ظلمت “خليل” في عز قوة بوتفليقة، إذن هذا التصريح لا يسمن ولا يغني خليل من جوع العودة إلى السلطة.
هذا التصريح الآن يدخل في خانة تقاسم الأدوار لأشخاص وشخصيات سياسية واقتصادية ورياضية تعمل لحساب جهة من القمة، تضغط على الأزرار فتحدث المصائب، شخصيات يقال أنها تعمل مستقلة أحيانا ومتصلة بدون خطة كاملة تسبح في تيار المصلحة والمصالح.
المتمعن لخطابات أويحيى، يلاحظ من الوهلة الأولى أو بعد حين، حجم التناقض وحجم الانقلاب على المواقف وحجم التكيف مع الأحداث.
خطب سياسي مخذّر لا مؤثر يعتمد على “الشعبوية” والبساطة بعيدا عن البرغماتية وعن السياسة الواقعية، فكيف لرجل قاد حملة الأيادي النظيفة أيام “بتشين” مستشار الرئيس السابق، اليامين زروال، ورجل المرحلة القوي آنذاك سجن 3000 إطار جزائري، حسب تقارير صحفية بحجة سوء التسيير، السؤال:”كم من مظلوم بينهم؟؟”
يا سيادة الوزير الأول، وأنت أعلم العالمين بدهاليز السلطة وتجاذباتها، نحن لا نتهم ولا نبرئ أحدا، هذا ليس دورنا، هذا دور العدالة وعدالتنا مستقلة وهي الآن بين أيدي آمنة ويوجد على رأسها رجل مناسب لا يظلم عنده أحد ورجل مشهود له بالنزاهة، إذن يا سيادة الأمين العام لــ”الأرندي” لا تخلط السياسة بالقضاء ولا تناور، فذاكرتنا قوية بالأمس القريب لُمْتَ أصحاب مبادرة المدرسة الأصلية لما حظر مدني مزراق إحدى تجمعاتهم بجيجل، بأنهم يجتمعون مع القتلة وبعدها استقبلت المعني بالأمر في رئاسة الجمهورية لتتناقش معه حول تعديل الدستور؟!
صحيح، أن الجميل في السياسة فن المناورة لكن الوفاء للمبادئ أجمل.
نحن في هذا المنبر الحر لا نزايد ولا نحاكم، نحن نطرح تساؤلات ومقاربات.
سيجيب عليها الزمن ويحكم عليها التاريخ وغدا لنظيره قريب.
