الخليج … مرايا وعلا بعد التطبيع ؟ ! 

بقلم #جمال_بن_علي

قمة العلا بالسعودية لمجلس التعاون الخليجي بمركز مرايا، هذه القمة الـ41 جاءت في ظروف استثنائية تعرفها منطقة الخليج وخاصة بعد تطبيع الإمارات والبحرين والمغرب مع الكيان الصهيوني والتصعيد الأمني مع إيران وتقديم هذه الأخيرة للعالم كعدو حقيقي للخليجيين والعرب بدل إسرائيل التي تحولت إلى دولة شقيقة وصديقة تدافع على “خيم العربان” من المد الشيعي المدعوم.

فجاءت قمة العلا ؟! لتطوي خلاف الحصار والغلق الذي تعرضت له دولة قطر، البداية كانت بفتح الحدود الجوية والبرية السعودية أمام القطريين، وهذا التحول أو التغير جاء برؤية أو خطة واضعها مبني للمجهول.

لكن المتتبع للشأن السياسي الخليجي يعلم أن مطلب إسرائيل هو تطبيع شامل مع الخليج العربي وهذا لا يتم إلا بوحدة خليجية أو بالتعبير الأصح سوق خليجية للبضائع والمشاريع الإسرائيلية ومجال جوي مفتوح تعبر منه طائرات “العال” بدون لف ولا دوران وهذه هي الاستراتيجية الخليجية الجديدة التي ستنبثق عنها “قمة “العلا” خاصة بعد التطبيع وبعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية.    

وهذا التحول الجديد سيعزل تركيا إلى حين وسيقوض دور إيران في اليمن وسيوحد كلمة الكيان الخليجي في ليبيا بعيدا عن الأنانية الدبلوماسية وبعيدا عن حرب الوكالات، قمة خليجية ستقسم فيها المصالح والغنائم خليجيا وخارجيا وستوزع مسبقا عائدات كأس العالم 2022 بقطر مما يرضي السعودية والإمارات وسيسمح للاستخبارات الإسرائيلية في التنقل بكل حرية في دول مجلس التعاون الخليجي بدون غلق ولا حساسيات.

فالخليج كان وسيظل جزء من خريطة النظام العالمي الجديد الذي وضعها “هنري كيسنجير”، تطبيع شامل للخليج مع إسرائيل الفاعل فيه إسرائيل على حساب الدول الوطنية مثل سوريا، العراق، ليبيا وغيرها والمفعول به دويلات الخليج، فالدراسات الجيواستراتيجية تؤكد دائما أن المتغير هو الجغرافيا وهذا لعدة عوامل طبيعية لكن الثابت هو التاريخ الذي لا يباع ولا يشترى ولا يحرف وتبقى الدول الوطنية قوية بتاريخها وشامخة بمبادئها وقيمها التي لا تزول ولا تفنى، فأما العربان فسيرتهم ليست دائما هيل معطر ؟!      

بقلم #جمال_بن_علي

Exit mobile version