الانتخابات هي فعل سياسي ديموقراطي وسلوك حضاري ،والامتناع قرار شخصي وعدم التصويت موقف سياسي يحترم ، لكن ان ترهب من يترشح او من ينتخب ، فهذا فعل اجرامي ، ارهابي بعيد كل البعد عن الديموقراطية والاخلاق والاخطر من هذا هو ممارسة الوصاية على الشعب والتحدث باسمه او محاولة التأثير في قراراته وحتى شتمه ونعته بأبشع النعوت والاوصاف تصرفات تذكرنا بحقبة سياسية سوداء من تاريخ الجزائر ،عندما كان دعاة الإسلام السياسي يُكفّرون غيرهم من العلمانيين واللائكيين.
وغيرهم في المعسكر المقابل يصرحون بأنهم سيمنعون الاسلاميين من الوصول الى السلطة ؟ !
هذا ما اصبحنا نشاهده اليوم بين اشباه السياسيين والمكلفين بمهمة وعملاء المخزن.
في حقبة التسعينات كنا نطالب بالانتخابات بدل المجلس الاستشاري واليوم هناك من يطالب بمقاطعة الانتخابات وعدم اجرائها اصلا . هل هذه ديمقراطية تحترم الآخر؟ هل هذه ممارسة سياسية؟ ام ان الاجندات اصبحت مكشوفة والحسابات السياسية اتضحت لإعدام وطن الشهداء بالفوضى الخلاقة والتي ستفضي الى تقسيم البلاد والقضاء على اخر قلعة من قلاع الدولة الوطنية.
و ما يؤكد هذا الخطاب السياسوي الذي اصبحنا نسمعه اليوم والذي يغذي الكراهية والتفرقة ويشجع على العنف والتطرف. فشتان بين خطاب المصالحة والوحدة الذي كان ينادي به عبد الحميد مهري رحمه اللّه وآيت احمد وبن بلّة رحمة اللّه عليهم كلهم. غداة توقيف المسار الانتخابي ادراكا وحفاظا منهم على مؤسسات الدولة وبالتالي على الوطن . وفي ذلك بلاغ كبير ياأولي الألباب .