التفاهة السياسية والبهرجة الاعلامية ؟ !

بقلم #جمال_بن_علي

السياسة والاعلام خطّان متوازيان لكنهما يختلفان من حيث الفعالية والنوعية ، قد يكون مستوى المشهد السياسي هزيل لكن بالمقابل يجب ان تقابله منظومة اعلامية قوية تنتقده بحرية وتقيمه باحترافية ،  خدمة للصالح العام والوطن ، لكن ما نشاهده اليوم ونقف عنده بتمعن في المشهد السياسي هو الهوان والافلاس الكلي للسياسيين والسياسويين ويظهر هذا جليا في الخطاب الشعبوي السطحي ولا نقول السياسي وهذا بسبب الغياب الكلي لمفردات الخطاب السياسي وانعدام فن الخطابة ، وسياسة الاقناع والتأثير الجماهيري .

وهذا ما أدى بالبعض الى اللجوء الى الشعبوية واستعمال الالفاظ السوقية والسطحية . تجلّى ذلك في خطاب “الفراولة” و”الفياغرا” والخ كما نشهد اليوم غياب الخطاب الايديولوجي الذي كان سائدا في بداية التعددية السياسية في الجزائر في التسعينات بحيث اليوم اختلط الحابل بالنابل وتحالف الاسلاموي المتطرف مع اللائكي المتطرف في تحالف استراتيجي حتى لا نقول نفاق سياسي ظرفي . كل هذا دون ان نبرئ مسؤولية الاعلام في الترويج لكل هذا، وهذا بسبب غياب منظومة اعلامية محترفة تستطيع ان تشكل موازنة للمشهد السياسي ، لكن للأسف بعض وسائل الاعلام اصبحت تمارس السياسة بدل الاعلام وتمارس الوصاية والابوية على الشعب وهذا للترويج لحزب معين او تيار معين او فكرة على حساب اخرى وتنتقد الدولة بدل السلطة وتعلق على قرارات الحكومة بدون حجة مقنعة ، بدل اعطاء الخبر والتحليل والاستشراف ، هذا على سبيل المثال لا الحصر وسائل الاعلام التي تمارس المعارضة السياسية وهذا ليس دورها . امّا بعض وسائل الاعلام الاخرى فهي تروج للتفاهة السياسية بامتياز وتصنع لك ابطالا سياسيين من ورق واغلب هذه الوسائل من انتاج المال الفاسد او ترعرع اصحابها في كنف اباطرة الفساد ، ووسائل اعلام اخرى ليست لها استراتيجية للترويج الجيد لقرارات الحكومة او الدفاع عن رؤية السلطة وبرامجها امام الصحافة المضادة او حتى المساهمة في الدفاع عن القضايا المصيرية للبلاد  والصالح العام ، فحتى اليوم وفي هذا الظرف الصعب بحاجة الى مشهد سياسي قوي والى منظومة اعلامية فعّالة تسمع صوتها باحترافية  وبكل حرية ومسؤولية عاليا داخل وخارج الوطن ، بعيدة عن المحسوبية والانتقامية والمحاباة، شعارها النجاعة والاحترافية من اجل خدمة الوطن والمواطن. 

بقلم #جمال_بن_علي

Exit mobile version