إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس كعاصمة لإسرائيل هو وفاء بوعد قطعه المترشح الجمهوري دونالد ترامب ونفذه الرئيس الأمريكي ترامب دونالد رئيس الأقلية التي انتخبته أو بالحرى رئيس المجمع الانتخابي لأنه للأمانة ليس كل الشعب الأمريكي مع ترامب والرئيس الأمريكي يعرف هذا جيدا بأنه ليس رئيس الأغلبية ولذلك يريد أن يدخل التاريخ بحماقته وان يتميز عن سابقيه بالقرارات الإرتجالية غير المسؤولة، مدعوما باللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية ممثلا في صهر الرئيس “جاريت كوشنر” .
قرار ترامب، الذي صدم به العالم وأفرح به الكيان الصهيوني جاء مثل وعد بلفور الذي تعهدت فيه بريطانيا بوطن قومي لليهود في فلسطين.
إن هذا القرار بإمكانه أن يشحن الهمم العربية والإسلامية وبإمكانه أن يوقظ الضمائر النائمة في سبات وخنوع، قرار بإمكانه أن يوحد أمة فرقتها الظروف السياسية والحسابات القبلية والطموحات الشخصية فتاهت في ملذات الدنيا فضيعت الأوطان وأم القضايا القضية الفلسطينية.
إن الدول العربية تعيش في قطيعة مع شعوبها، دول تعودت على التنديد والاستنكار بالبيانات وأصبحت بلا مواقف، لكن اللافت للانتباه بعد هذا القرار الجائر هو المداخلة المشرفة لمندوبة المملكة الأردنية بمجلس الأمن وبالموقف التركي والموقف التونسي الذي استدعى السفير الأمريكي ينذر بأن الغضب الساطع أتى، أما بقية الدول بما فيها الجزائر، اكتفت بأضعف الإيمان، الجزائر التي قال ذات يوم رئيسها الراحل هواري بومدين مقولة شهيرة “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” وشهدت إعلان الدولة الفلسطينية على أرضها، وينتظر منها الفلسطينيون الكثير لأنها رض الشهداء وحب الجزائريين لفلسطين مشهود له عبر التاريخ فلا لتهويد القدس ولو كره ترامب وأزلامه من العرب.
فالقدس أرض الأنبياء فلا يحق لترامب أن يبيعها مثلما يبيع أي عقار، القدس قضية مليار مسلم وقضية كل المسيحيين فلا يحق للكيان الصهيوني أن يجعلها عاصمة له فإذا أراد أن يأخذها بالقوة فليتأكد الصهاينة أنها ستسترجع بالقوة لأن القدس أمانة المسلمين عبر التاريخ.