بقلم جمال بن علي
هبة شعبية لا مثيل لها قام بها الشعب الجزائري الأصيل ، تعبِّر عن مدى طيبته وجاهزيته في الظروف الصعبة لمد يد العون لبعضه البعض.
جائحة كورونا أثبتت وأكدت أن عقدين من حكم المخلوع وحاشيته وسراق المال العام لم تبني ولو مستشفى واحدا، رغم المشاريع التي أخذها “حداد وكونيناف” لهذا الغرض، فالأموال نهبت بتواطؤ وزير صحة الفساد بوضياف والحصيلة معروفة ونتائجها اليوم أصبحت معلومة، لا مرافق صحية ولا استراتيجيات استباقية ولا مخزون حرب من الأوكسجين.
تصوروا لو كنّا تحت القصف أو مثلا لا قدر الله حدث زلزال، كيف سيكون الحال؟!
فنفاذ مخزون الأوكسجين وعجز حكومة “جراد” الراحلة بدون تأسف عن وضع استراتيجية فعالة للتصدي للجائحة كشف عورات السياسة المسوسة لوزراء تشابه الأسماء والصدف والمحسوب على فلان والتابع لعلان.
هذا هو حال الوطن، فاليوم عاد الشعب إلى تحمل مسؤوليته التاريخية باتجاه وطنه مثلما فعل مع صندوق التضامن في 1962، ها هو اليوم يقوم بشراء مكثفات الأوكسجين في موقف يستحق عليه التحية والتقدير.
وككل أزمة يخرج علينا تجار الجشع عديمي الأخلاق والشرف ليمتصوا دماء الغلابة ويخرج علينا كذلك بقايا رموز الفساد من أثرياء القروض البنكية وأبطال الحملات الانتخابية لفخامة المخلوع ليقدموا لنا أنفسهم أبطالا.
فمثلا كائن أخذ كل أموال البنوك بولايته وأخذ كل الأراضي لا لشيء سوى لأنه من حاشية “السعيد” والمخلوع ليقول لنا أن “موظفا لديه سأله هل بإمكانه مساعدة مستشفى بمخزون الأوكسيجين الموجود بمصنعه فقال له :”لا تسأل، خذ ما شئت ؟ !”
والله عجب وكأنه نسي نفسه أنه سارق وفاسد وصاحب سوابق، أصبح اليوم رموز الفساد يمنّون علينا بأموالنا المنهوبة، وكذلك رجل أعمال آخر قدّم مليارين لا غير واكتسح شبكات التواصل الاجتماعي بصورة أمام مصنعه بأكياس الحليب في عملية إشهارية تساوي 20 مليار، إنه الاسترجاع السياسي لأزمة صحية، فمصائب قوم عند قوم فوائد.
سراق الأمس يقدمون أنفسهم أبطالا اليوم بمال الشعب لشراء عذرية جديدة وركوب الموجة للتمكن من الركوب جديد على الشعب، فبالأمس كان الركوب بالأندية الكروية واليوم بقارورات الأوكسيجين، فسراق المال العام أصبحوا أعيانا في ولاياتهم بالمحسوبية والنهب وأشياء أخرى.
اللّهم ارفع عنا هذا الوباء واحمي وطننا من غباء أشباه المسؤولين و بلاء رموز الفساد.