أفغانستان ، لعبة الأمم والطابور الخامس؟ !

بقلم #جمال_بن_علي

20سنة مرّت على غزو الو م أ لأفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أوسامة بن لادن ، والقضاء كذلك على حركة “طالبان”, 20 سنة مرّت,  وهاهي طالبان مرة أخرى تعود إلى الحكم، بما معنى أن لطالبان لا زالت قوة عسكرية وسياسية، أجبرت على الخروج من أفغانستان ومثلما خرجت من فيتنام والصومال ذات يوم.

التاريخ يعيد نفسه والولايات المتحدة الأمريكية لا تتعلم من أخطائها ، وهذا بسبب حساباتها الجيوسياسية والجيوإستراتيجية ، لا يهم عدد الضحايا ولا الخسائر المادية ، أمريكا لا تخسر ماديا بل تكسب إستراتيجيا وسياسي،ا فلعبة الأمم إختراع أمريكي صالح لكل مكان ولكل زمان .

لكن السؤال اليوم ، ماذا كانت تفعل الو م أ خلال 20 سنة في أفغانستان و ماذا كانت تحارب ؟ هل كان جنودها في سياحة ؟ وماهي مهامهم الفعلية؟أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابة، أم كان الجيش الأمريكي يتدرّب في مناورات دائمة على أرض أفغانستان التي تحولت إلى ميدان تدريب وتجريب لمختلف الأسلحة بأفغانستان و تضاريسها الوعرة والسؤال الآخر كيف حوّلت الو م أ نصف الشعب الأفغاني إلى عميل “الطابور الخامس” وقد تستغله في يوم ما أو تعيده على ظهر دبّابة ليستلم السلطة من جديد ؟ مثلما فعلت في ليبيا مع خليفة حفتر وفي العراق مع “الجلبي” ؟ الو م أ،  أجبرت على الخروج دبلوماسيا وعسكريا لكن هذه المرّة  محمّلة ومثقّلة بجيش من العملاء قد يكونون عبئا على الو م أ ، وعلى نسيجها الإجتماعي المتعدد الأجناس والأعراق، و وعبئا كذلك على أوروبا الغارقة في ملف اللاجئين السوريين ، يضاف إليها ملف الأفغان الذين باعوا وطنهم من أجل قارورة “كوكاكولا” أو علبة سيجارة “مارلبورو” وأحسنهم بقرص مضغوط “لجيمي هندريكس”، أو “شاكيرا” ، هذا هو حال أمريكا و طابورها الخامس الأفغاني الذي قد نستغله في حروب قادمة سواء في إفريقيا أو في شرق أسيا فالمرتزقة هم دروع بشرية في حروب الوكالة .فعندما تتقاطع المصالح الجيوسياسية للو م أ تتراجع لكنها لا تنسحب ، والملفت للإنتباه أن المتعاونين الأفغان مثلما تسميهم إدارة بايدن هم أكثر من القوّات الأمريكية في أفغانستان تعدادا، وكأن مهمة الأمريكان في بلاد الطالبان هي تجنيد الشعب الأفغاني لصالح السي أي أي وغيرها، فماهي  المهام المقبلة لهذا الطابور الخامس في لعبة الأمم والحسابات الجيواستراتيجية ، فالشمس لم تعد تغرب نحو تمثال الحرية.

بقلم #جمال_بن_علي

Exit mobile version