اليوم العالمي للمرأة: كيف استخدمت الكوميديا لتبرير تنميط النساء الأوكرانيات والإساءة إليهن؟

ذكّرت الحرب الدائرة في أوكرانيا بما كان معلوما ومنسيا: في الحروب والمآسي، غالبا ما تدفع النساء ثمنا باهظا، ويجدن أنفسهن ضحايا على أكثر من مستوى. هذه المرة كانت حصة النساء الأوكرانيات من التعليقات والنكات الذكورية التي وجدت طريقها إلى النقاش الدائر في العالم العربي حول الحرب في بلادهن كبيرة.

فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور نساء ومقاتلات وجنديّات أوكرانيات، مصحوبة بدعوات إلى”فتح البيوت والقلوب” للنازحات. لكن الأمر لم يقتصر على ناشطين ومدوّنين، إذ امتد إلى بعض المواقع الإخبارية والصحف العربية، في حين لم يتورع بعض المشاهير في تبنّي هذه النكات وإعادة توزيعها.

“تسليع وتنميط وإساءة”

ويبدو أن تسليع المرأة إجمالا والمرأة الأوكرانية خصوصا ليس جديدا، إذ تكفي كتابة “أوكرانيات” على محرّكات البحث باللغة العربية، لتأتيك اقتراحات من نوع: “أوكرانيات للزواج في مصر”، “أوكرانيات مُسلمات”، “أوكرانيات روسيات للزواج”، “أوكرانيات في تظاهرات لبنان”… واللائحة طويلة مليئة بالمعاني.

قبل أسبوعين على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، نشرت صحيفة “الشرق” اللبنانية صورة مسيئة بشكل كبير للأوكرانيات على غلافها، ما أدّى إلى إصدار بيانٍ عن السفارة الأوكرانية يدعو الصحيفة إلى الاعتذار. أمّا صحيفة “الوفد” المصرية، فنشرت مقالا تدعو فيه المصريين إلى عدم الإسراع في الزواج، بل انتظار أزمة النزوح الأوروبية. وما هذا إلا غيض من فيض، تعليقات تتكرّر عند كل أزمة.

Exit mobile version