تتجهز الفصائل الفلسطينية للمشاركة في لقاء دعا له الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بحيث من المتوقع أن يكون في الأسبوع الأول من تشرين أول/ أكتوبر المقبل، ويسبق انعقاد القمة العربية.
وتعتبر الفصائل، لقاء الجزائر استكمالًا للقاءات المنفصلة التي قام بها الرئيس تبون مع كل فصيل فلسطيني على حدا، بهدف الاستماع إلى رؤى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بين الأطراف كافة، ضمن المساعي لإيجاد قواسم مشتركة تقود الجميع نحو وحدة وطنية.
وكشف مسؤول الإعلام في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة (فتح) منير الجاغوب، مساء الأحد، عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفد قيادي من الحركة إلى الجزائر.
وذكر الجاغوب ” أنّ الوفد إلى الجزائر سيكون برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضوية كلّ عزام الأحمد، وروحي فتوح.
اللقاء استكمال للدور المصري
بدوره، أوضح عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، أن لقاء الجزائر ليس مبادرة جديدة وهو استكمال للقاء الذي حدث سابقًا.
وقال الأحمد في تصريح لـ “دنيا الوطن” إنه “في بداية العام استضاف الرئيس عبد المجيد تبون كل فصيل على حدا، وتم مناقشته منفردًا، وقدم ورقة لوحده على أساس دراسة الدولة الجزائرية الأوراق وإعدادها لورقة تعرضها للمستمعين وهذا ما سيتم”.
وشدد أن هذا اللقاء امتداد للتحرك المصري، وما يهمنا نحن في الحركة التوصل لاتفاق، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، آملا نجاح الجزائر في جهودها والذي يبنى على موقف الفصائل نفسها، وبشكل خاص حركة حماس التي تعطل تنفيذ ما سبق أن وقع من اتفاقات وتفاهمات وتفسيرات.
وأكد الأحمد أن ممارسات حركة حماس على الأرض هي المقياس، مع اعتقاده للأسف أن من يزيد في الانقسام مستبعد حرصه على إنهائه.
آمال بنجاح جهود الجزائر
بدوره، رحب القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، بدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفصائل العمل الوطني والإسلامي في الجزائر لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة، مثمنًا الدور الهام في دعم القضية الفلسطينية.
وقال رضوان في تصريح لـ “دنيا الوطن”: إنهم “ذاهبون للجزائر بقلب وعقل مفتوحين لأجل تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، آملين نجاح الدور الجزائري والذي يأتي دورًا متوافقًا مع دور المصريين للمصالحة وليس بديلًا عنه”.
وشدد على أن مصر والجزائر متفقتان لأجل تحقيق المصالحة، والمطلوب البدء باستعادة الوحدة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على حسب الاتفاقات الموقعة، وهي المدخل الحقيقي لتحقيق الوحدة على اعتبارها الممثلة للكل الفلسطيني ويجب أن تجمع الكل الفلسطيني، مضيفًا أن الوحدة خيار استراتيجي لدى حماس، وحريصون على تحقيقها في ظل أمل نجاح الحوار الجزائري.
نجاح اللقاء يتطلب إرادة سياسيًة
من جهته، قال رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو
المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن “لقاء الجزائر يكتسب أهمية كبيرة بهذا الوقت، بسبب تضاعف التحديات أمام الوضع الفلسطيني، تحديدًا في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير والاعتداءات التي بدأت أن تشبه غزوًا شاملًا لمدن فلسطينية، الأمر الذي يستوجب ردًا”.
وأضاف رباح في تصريح لـ “دنيا الوطن” أن هناك نقطة ثانية تتصل بالأمم المتحدة ودورها إزاء الوضع بالمنطقة بعد تبين أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تختلف عن سابقتها كثيرًا، فيما يتعلق بالتعامل مع الوضع الفلسطيني، وتنفيذ ما وعدت به بفتح قنصليتها بالقدس وإزالة منظمة التحرير من على قائمة الإرهاب أو إيجاد مسار سياسي.
وشدد أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة مؤخرًا تضمنت مباحثات حول ملف المصالحة الفلسطينية التي كان لمصر الدور الأكبر في الوصول إلى قواسم مشتركة ولكن لم تنفذ، مؤكدًا أن القضية الأساسية عند الطرفين المعنيين (فتح وحماس).
وطالب رباح بضرورة الاستعداد للتقدم بخطوات وإرادة سياسية وتقديم تنازلات للوصول إلى القواسم المشتركة لأن مصلحة شعبنا وقضيته المصيرية وحقوقه على المحك ولا تحتمل الآن هذه المماطلة والتأجيل والتسويف الذي جرى وأضر بحقوقنا الفلسطينية وشجع الاحتلال على عدوانها بالضفة وغزة.
ملف مجمد وجهود لم تنجح
في السياق، تحدث عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر، بأن ملف المصالحة حتى اللحظة مجمد ولا يوجد أي جديد بهذا الملف، فالأشقاء المصريون بذلوا جهودًا باتجاه إنجاز المصالحة على مدار ما يزيد عن 11 عامًا، وللأسف تلك الجهود لم تتكلل بالنجاح.
وقال مزهر في تصريح لـ “دنيا الوطن” إنه “يجب أن تتوفر الإرادة السياسية والبدء بخطوات عملية باتجاه إنهاء هذا الانقسام الأسود، والذي بالأساس أصبح يكتوي به كل أبناء شعبنا الفلسطيني سواء في غزة والضفة والقدس أو في الشتات وكافة مواقع اللجوء والمنافي”.
وشدد أنه مطلوب من القيادة الفلسطينية وحركة حماس التحلي بالمسؤولية الوطنية واتخاذ قرارات حاسمة باتجاه الانحياز لمشروع شعبنا ومواجهة الاحتلال وتحقيق آمال الشعب بالحرية والعودة والدولة والاستقلال.
وزاد مزهر أن الجزائر تبذل جهودًا لرأب الصدع والذهاب نحو حوار وطني شامل، وتعمل على دعوة الكل الوطني الفلسطيني، بهدف تقديم ورقة يتم من خلالها جمع 100 شخصية من القوى للاتفاق على البدء بخطوات عملية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وأن ذلك يمكن تحقيقه حال الانحياز لمشروع شعبنا في المقاومة ومواجهة الاحتلال.
