إعـــلامــنا بــيـن الـواقــع والآمــال

حروب العصر الحديث هي في الأساس حروب إعلامية، فمن يتقن التحكم في وسائل الإعلام وتقنيات الإعلام الرقمي هو الفائز والمهيمن على الواقع.

فحماس انتصرت على الكيان الصهيوني إعلاميا في معركة طاحنة رغم تحكم الصهاينة في الإعلام العالمي وأباطرته، لكن حسن استغلال حماس للصورة وترويجها بجدارة غيّر في معادلة التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني، بل أثر على الرأي العام الدولي.

فمثلا قناة الجزيرة القطرية عادت إلى سالف عصرها الذهبي بنقل مجريات الحرب لحظة بلحظة وبمهنية عالية عكس بعض القنوات الخليجية التي تحولت إلى أبواق للكيان الصهيوني ومنبر دعاية لوجهة نظر العدو ، وهذا إنزلاق خطير للمهنة عندما تنساق وراء الحسابات السياسية للقصور الملكية.

لذلك وجب على إعلامنا أن يتحصن ويقوي مناعته بالمهنية والموضوعية وفق مصالح الوطن وضوابط المهنة النبيلة، خاصة مع وجود البروفيسور محمد لعقاب الإعلامي البارز والعارف بخبايا المهنة والسياسة وله باع طويل في الصحافة الخاصة، فجمع بين الأكاديمي والمهني، فوجوده سيدفع بقطاع عشعشت فيه الرداءة والمحسوبية والموالاة على حساب الكفاءة والنزاهة.

آن الأوان لعودة المهنيين من ذوي الكفاءة والخبرة في القطاع العمومي ممن أثبتوا على علو كعبهم في مهنة المتاعب وإبعاد الدخلاء والانبطاحيين وقوم تبع الذين أفسدوا المهنة وجعلوا من مؤسسات عريقة مجرد أجهزة بث وإرسال لبرامج لا تؤثر و لا تفيد المتلقي بالمعلومات، بل مجرد وجوه بائسة تنفر بقايا المشاهدين.

الأمل كل الأمل في الوزير الهمام لإحداث تغيير جذري في قطاع مهم خاصة في زمن الحروب السيبرانية والإشاعات.

فالرأي العام الوطني بحاجة إلى إعلام قوي ومؤثر يزرع الأمل ويشرح البرامج السياسية ويثمن ما أنجز للصالح العام بكل حرية ومسؤولية لتعود صحافتنا إلى عصرها الذهبي وتسترجع مجدها الضائع، في مهنة كنا سباقين فيها لبرامج الرأي والافتتاحيات الحرة خدمة لوطن إسمه الجزائر.

المشكل في صحافتنا موجود في المورد البشري وفي المسؤول المحنط فلا توجد صحافة سيئة وإنما مسؤول سيء، هذا هو واقعنا وأملنا في رؤية الوزير وإرادته نحو التغيير والتجديد لمواجهة عالم غير عادل وقوى دولية حاقدة وطابور خامس مهمته زراعة اليأس والترويج للنظرة السوداوية.

ففي الجزائر خيرات وإنجازات لا تعد ولا تحصى، فالمشكل في التسويق للجيد وإبراز إنجازات تستحق التثمين والإشادة، حفظ الله الجزائر وكل عام وصحافتنا بخير.

Exit mobile version