عادت دبلوماسيتنا إلى مكانتها الطبيعية بين الأمم، عادت بقوة ثلاثية الأبعاد ، إقتصاديا ، سياسيا ، وأمنيا، وما تواجدها المؤثر في الهيئات الدولية لخير دليل على إستراتيجية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون صاحب الرؤية الواضحة والنظرة البعيدة المدى، وبدبلوماسيين أكفاء همهم خدمة الوطن والدفاع عن مصالحه وفق سياسة دولة وهيئاتها الدبلوماسية في ظرف يعيش فيه العالم أحلك أيامه بصراعات إقليمية وحروب دولية وإبادة جماعية في غزة و تآمر دويلات تحكمها عصابات المال والمخذرات ، والتي أصبح همها خلط الأوراق واللعب بمصير وأمن أمم ، فها هو السودان يدفع ثمن هذه المؤامرات ويدخل في حرب أهلية بالوكالة هدفها المصالح الاقتصادية ومناجم الذهب ، ونفس الشيء يحدث في الساحل الافريقي وخاصة مالي التي يغامر بها المتعطشين للسلطة و هواة القمار بمصير بلدانهم على طاولة المرتزقة وغلمان السياسة ، كل هذا يصب في مصلحة القوى الكبرى التي لا يهمها سوى نهب الثروات وحرب النفوذ .
ولذلك الجزائر قرأت جيدا المشهد الدولي والخريطة الجيوسياسية، فوضعت ورقة الطريق بدبلوماسية براغماتية تضع المصالح الوطنية والمبادئ التاريخية لدولتنا فوق كل اعتبار ، وما صدى صوت الجزائر في مجلس الأمن إلا تأكيدا على عودة قوية يحسب لها ألف حساب ، وهذا بدبلوماسية نبيلة لا تتدخل في شؤون الآخرين ولا تسمح للغير بالمساس بأمننا القومي أو الاقتراب من حدودنا ظلا أو طيفا بعيدا عن دبلوماسية الضجيج والثرثرة والغوغائية والشعبوية …
عاشت الجزائر شامخة شموخ قيادتها وشعبها ، وعريقة عراقة تاريخها.