مشاهد: الاستقلال.. من أحلام الشهداء إلى نتائج المسؤولين

56 سنة ونحن نحتفل بعيد الاستقلال كل يوم 05 جويلية، نفس الهموم ونفس المشاكل لازالت مطروحة إلى يومنا هذا وهي أولوية العسكري على السياسي وغياب مشروع مجتمع والصراع الإيديولوجي والتوزيع الجهوي للمناصب والمسؤوليات. هذا من الناحية السياسية أما من الناحية الاقتصادية فما عدا فترة الراحل هواري بومدين حسب المؤرخين التي تعتبر من أنجح المراحل التي عرفتها الجزائر المستقلة رغم بعض الأخطاء مثلا: الثورة الزراعية وتوزيع الأرباح في المجال الصناعي رغم فشل بعض المؤسسات، لكن عموما كانت الجزائر مستقرة ومنظومتها الصحية كانت نموذجا يقتدى به وفي المجال العلمي كانت كذلك.

اليوم مع عهد الرئيس بوتفليقة فعلا حققنا انجازات كبيرة مثل المصالحة الوطنية وغيرها ولكن بالمقابل الفساد انتشر بكثرة حتى أصبح لغة يتعامل بها بعض المسؤولين ومن يدور في فلكهم وهذا ما لم يستشهد من أجله مليون ونصف المليون شهيدا، وهذا ما يؤكد أن نتائج المسؤولين الذين تعاقبوا على المسؤوليات في شتى المجالات خانوا أمانة الشهداء ونهبوا أموال الشعب وهربوها إلى الملاذات الآمنة بالخارج، ولا زلنا إلى يومنا نعيش المشاكل التي كان يعاني منها أجدادنا أيام الاستعمار الغاشم، فالجزائر ليست العاصمة فقط وإنما الجزائر العميقة هي بحاجة إلى التنمية للقضاء على النزوح لأن ما تعيشه الجزائر اليوم هو نتاج سوء التسيير وغياب العدالة الاجتماعية وصراع الزمر والأجنحة في سرايا الحكم.

وهذا يجعلنا اليوم نتذكر تضحيات شهدائنا الأبرار ووجوب الحفاظ على أمانتهم ألا وهي الجزائر ،فشمس الاستقلال يجب أن تشرق على الجميع كما كان يقول الرئيس الراحل هواري بومدين رحمه الله ورحم كل غيور على هذا الوطن الغالي ،المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وتحيا الجزائر.      

 

 

 

Exit mobile version