56 سنة فقط مرت على استقلال الجزائر وبدأنا نشعر أن هذا التاريخ بدأ يصبح كسائر الأيام فلا اهتمام ولا احتفالات! زمان كانت الجزائر تقيم الأفراح والاحتفالات والاستعراضات العسكرية احتفاء بهذا اليوم العظيم بالنسبة للجزائريين وهو يوم استقلالنا بعد 132 سنة استعمار، اليوم أصبحنا في زمن “زوخ” ومن معه نحتفل بالسيارات القديمة وكأننا في “la braderie” وبعروض الأزياء وبفرق “القرقابو”، مع احترامنا لكل الثقافات والطبوع لكن هذا يوم استقلال الجزائر وما أدراك ما الجزائر..،
لن يسامحكم الشهداء ولا التاريخ بخيانتكم للأمانة وبفضائحكم التي تزكم الأنوف، نفرتم هذا الجيل من الاهتمام بأعياده الوطنية لأنه أصبح يرى فيها حتى تنهبوا مزيدا من أموال الشعب وتمرروا مشاريعكم السياسية بسياستكم هذه.
سيأتي يوم لن تجدوا من يتذكر أعيادنا الوطنية لكنه يتذكر بالمقابل أعياد ميلاد رونالدو وميسي وشاكيرا، هذا ما فعلتموه بهذا الوطن الغالي حطمتم كل شيء فيه حتى الأعياد الوطنية أفرغتموها من معانيها النبيلة ومن رمزيتها التاريخية المليئة بالعبر والعزة والافتخار، كيف لا يحدث هذا وأنتم تقيمون في فرنسا وأولادهم يدرسون بها ويتحدثون بلغتها، لقد حولتم هذا اليوم العظيم من الاستعراضات العسكرية التي تبرهن على قوة الجزائر وتخيف أعداءها إلى عرض للسيارات القديمة وهذا ليس من الصدفة أنها كلها ماركات فرنسية وترمز للحقبة الاستعمارية والحنين إلى فرنسا لا غير.
رحم الله الزعيم بومدين ورحم الشهداء الأبرار وتحيا الجزائر من دونكم ، آجلا أم عاجلا فالله خير حاكم والتاريخ خير شاهد.
