مشاهد: دبلوماسية الكرة

كأس العالم 2018 كانت فرصة لروسيا لتبرهن للعالم على أنها دولة عظيمة بكل المقاييس وأظهرت للعالم أن العزلة الدبلوماسية لم تؤثر عليها فردت على رئيسة وزراء بريطانيا رياضيا بعد الأزمة الدبلوماسية.. ففريق “انجلترا” وصل إلى الدور النصف نهائي والمناصرين الانجليز جاؤوا بقوة وناصروا فريقهم وأعجبوا بحفاوة الروس..

رئيسة كرواتيا “كوليندا غرابار كيناروفيتتش” خطفت الأضواء من نجوم الكرة بتشجيعها لفريقها وأظهرت للعالم أنها رئيسته محبوبة من طرف شعبها وأنها رياضية فحققت في هذا المونديال ما لم تحققه دبلوماسيا.. وماكرون الرئيس الفرنسي قام بنفس الشيء استغل النجاح الكروي لصالحه.

حتى إيطاليا بعد حادثة الباخرة “أكواريس” والفضيحة التي صاحبت رفضها استقبال اللاجئين لجأت للكرة فأمرت أكبر فرقها الكروية شهرة نادي “جوفانتوس” بجلب النجم العالمي ومحبوب الجماهير “كريستيانو رونالدو” مقابل 30 مليون يورو سنويا بعقد يمتد لأربع سنوات رغم احتجاج عمال “فيات” لأن رونالدو سيحسن صورة إيطاليا في العالم ويجعل بطولتها محل متابعة عالميا وهذا ما قامت به إيطاليا الثمانينات حينما جلبت لفرقها الكبيرة والصغيرة كل نجوم الكرة العالمية، مارادونا، بلاتيني، زيكو وغيرهم، فجعلت العالم يقسم بإيطاليا رغم أزمتها الاقتصادية الخانقة ونفس الشيء اليوم يحدث مع الحكومة الجديدة وسياستها باتجاه المهاجرين لن تجد أحسن من رونالدو كواجهة ليغطي على سياستها المرفوضة من الاتحاد الأوربي.

فالكرة باستطاعتها أن تحقق ما تعجز عنه السياسة والدبلوماسية.    

 

 

Exit mobile version