ما يجب أن يقال: الأفارقة بين الاندماج الرياضي والرفض السياسي

فوز فرنسا بكأس العالم لم يكن لولا الأفارقة، هؤلاء الذين ترفض أوربا اليوم استقبالهم على أراضيها صنعوا مجد فرنسا كرويا وأخرجوا الفرنسيين إلى الشوارع احتفالا بالنجمة الثانية وأعطوا الرئيس الفرنسي ماكرون فرصة الاستغلال السياسي لنجاحهم الكروي، السؤال لماذا تسمح فرنسا للاعب الإفريقي بالانضمام إلى منتخبها وتساعده على الاندماج بينما السياسة الفرنسية خاصة والأوربية عامة ترفض حتى مساعدتهم إنسانيا والكل شاهد كأس العالم الأخيرة وكم من منتخب به لاعب أو أكثر من أصول إفريقية، دانمارك، ألمانيا، بلجيكا وفرنسا، التي فازت بكأس العالم هي أصلا “منتخب إفريقي”..

 

هل فرنسا تحب من يرفع رايتها عاليا وتعاملهم مثلما تعامل اللفيف الأجنبي عسكريا؟ أم فرنسا السياسية لازالت لم تفهم الأفارقة؟ فالأفارقة هم بناة فرنسا بالأمس وهم صانعوا مجدها الرياضي اليوم، وفي شتى التخصصات، إذن يجب على السلطة السياسية في فرنسا وأوربا أن تراجع سياستها باتجاه الأفارقة وتساعدهم على الاندماج لأن فرنسا أرض هجرة عبر التاريخ فيجب التعامل مع الأفارقة من هذا المنطلق تجنبا للربيع الإفريقي، الذي وإن حدث سيأتي على الأخضر واليابس لأن المهاجر الإفريقي ليس له ما يخسر فالبحر وراءه والفردوس الموعود أمامه.

 

الرئيس الفرنسي ماكرون بذكائه أكيد سيستغل هذه الديناميكية التي أحدثها المنتخب الفرنسي بألوان إفريقية لصالحه وسيضع إفريقيا في جيبه وسيلعب ورقة المهاجرين الأفارقة على طاولة كبار أوربا.

 

 

   

Exit mobile version