ثقافة “بعوض النمر” ؟

حال قطاع الثقافة في الجزائر أصبح مثل ضحايا بعوض النمر.. بأشباه المثقفين والانتهازيين وقُطاعِ الطرق وأعضاء جمعيات النصب والاحتيال و”الهف” الثقافي، الذين فُرضوا على المشهد الثقافي وأصبحوا يتصدرون صفحات الجرائد بـ “الرشاوي” والوشايات الكاذبة لأولياء نِعمِهم، فالحفلات التافهة التي أصبحت تنظم من طرف “أوندا”، هيجت الشعب لأنه يعرف جيدا أنها تريد تخديره وإبعاده عن مشاكله اليومية مقابل أموال طائلة يتقاضاها ببغاوات الفن الرديء وغرابيب الثقافة..،

“أوندا” تتصرف بدون رؤية ولا إستراتيجية لنقص الخبرة ولغاية في نفس مسؤوليها.. في العشرية الحمراء ديوان الثقافة والإعلام كان ينظم الحفلات لكسر حصار العزلة والفكر الظلامي عن الولايات وكان الشعب يتجاوب مع تلك الحفلات، أما اليوم في زمن الرداءة و”البزناسية” وسُراق المال العام أصبحت الحفلات تنظم لغاية نهب المال العام ولإثراء الأحباب وأبناء الدوار والعشيرة.

حفلات ومهرجانات لا تختلف عن دورات كرة القدم التي تنظمها جمعية معروفة بالنصب والاحتيال وتكرّم من هب ودب ثم تطالب الشركات والولاة بالأموال وتقول: “نحن نعمل لتحسين صورة الجزائر؟”

اليوم في زمن القحط الثقافي الكل أصبح يتحدث عن صورة الجزائر فتحقيق بسيط في أملاكهم وأملاك زوجاتهم لنعرف كم هو ثمن صورة الجزائر، التي شوهوها بتصرفاتهم غير المسؤولة وتأكيدهم على أنهم فعلا دخلاء على القطاع وهمهم الوشايات الكاذبة ونهب المال العام والخاص باسم “السبونسورينغ” وغيره ونسأل اليوم لماذا يثور الشعب على هذه الأنشطة الشبه ثقافية..، لكن الشعب فهم الغرض وفهم اللعبة وأصبح يسأل عن الأموال الطائلة التي تصرف باسمه وباسم صورة الجزائر وماذا كسبت الجزائر من هذه الزردات الثقافية وكم خسرت الخزينة العمومية وكم كسب قُطاع الطرق والأفاقون..، فالشعب واعٍ ومسؤول في ورقلة والوادي وفي كل ربوع الوطن ولا يحب أن نُسَيِّسَ هذه المقاطعات وننسبها إلى المتطرفين لأن التطرف في الجزائر انتهى بفضل وعي الشعب وتضحيات القوات الأمنية والشرفاء من قطاع الإعلام والثقافة فلا مجال اليوم للاستغلال السياسي لنعلق عليه شماعة فشل “بعوض النمر” الذين شوهوا الثقافة والوطن.

 

 

 

Exit mobile version