إيطاليا بلاد التاريخ والموضة، بلاد الأناقة والعطور، أصبحت منذ سنوات قبلة للهجرة السرية وأصبحت مدنها الساحلية تحت رحمة الأفارقة والسوريين بسبب تجار البشر، الذين جعلوا منها منجما للثراء على حساب مآسي المهاجرين الذين أصبحوا يشكلون تهديدا لأمن القومي الإيطالي واقتصاده في ظل أزمة اقتصادية عالمية..
إيطاليا اليوم تدفع ثمن فساد الأنظمة الإفريقية التي لم تقم بدورها في التنمية وتوفير فرص العمل لشبابها، وكذلك هي تدفع ثمن الوضع في سوريا وتقاعس بعض دول البحر الأبيض المتوسط في محاربة هذه الآفة بجدية، فالأمم المتحدة التي باركت أنظمة الفساد ولم تقم بدورها في الضغط على دول المنبع للقضاء على الهجرة السرية أصبحت تضغط على إيطاليا للسماح لقوارب الهجرة بالدخول إلى سواحلها وهي بالمقابل لم تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية حينما طردت المهاجرين المكسيكيين وكذلك عندما وضعت قائمة عنصرية لبعض الدول الممنوع على مواطنيها دخول بلاد “العم سام”.
“روما ليست للبيع” عكس ما قاله أحد الملوك عبر التاريخ “روما للبيع لمن يشتريها” إيطاليا تصارع وحدها مافيا الهجرة السرية وتصارع وحدها الغزو الهائل لأراضيها أمام صمت أوروبي متواطئ وضغط أممي منافق،رغم هذا إيطاليا دولة متسامحة مع اندماج المهاجرين وراعية لحقوق الإنسان وضامنة للتعايش السلمي بين الأديان فالمسلمون لهم مسجد كبير بروما عكس بعض الدول الأوروبية التي تمنع ذلك والجالية المسلمة تعيش بأمان وهناك الكثير من الإيطاليين من أصول عربية ومسلمة في المجالس البلدية بإيطاليا فعلى سبيل المثال لا الحصر في بلدية ميلانو نائب رئيس المجلس البلدي “سمية عبد القادر” مسلمة إيطالية من أصول فلسطينية، فهذا دليل على اندماج المسلمين وغيرهم في الحياة السياسية وفي المجتمع الإيطالي بسهولة، ولهذا لا مجال للمزايدة أو الضغط على إيطاليا “جوهرة أوربا” فهي دولة عانت من الهجرة السرية ولا يمكن أن تقبل دروسا من الآخرين خاصة إذا كانوا من هواة السياسة السياسوية ومن تجار الأحلام.