الساحل بين التنمية والأجندات الخفية ؟!

عُرِفت منطقة الساحل الإفريقي ما قبل التاريخ بكثرة الثدييات وخاصة الجواميس التي كانت موجودة بكثرة ، والظاهر اليوم أن التاريخ الأنثربولوجي يعيد نفسه مع وصول الجواميس السياسية إلى سدة الحكم في بعض هذه الدول عن طريق الإنقلابات المدعومة من عربان الخليج وبارونات مخدرات المخزن ومرتزقة حانات أوروبا الشرقية ، هذه الكائنات الحاكمة للأسف لدول الساحل الإفريقي ، تشبه في تصرفاتها وتحركاتها جواميس ما قبل التاريخ ، فهي تتحرك وفق العلف التي تتحصل عليه فمهمتها أكل الأخضر ورفس اليابس ، وتدمير ما لم تدمره الطبيعة ، فهذا التشبيه الكاريكاتوري لبيادق الساحل فمصير هذه الدول سيكون مثل السودان وليبيا واليمن ، فما من دولة دخلها عربان امارات الغدر والخيانة إلا وكان مصيرها الخراب والدمار وهذا ما كانت تحذر منه الجزائر دائما وترافع إلى يومنا هذا من أجل التنمية ودعم شعوب المنطقة بحكم الأخوة والجوار .
وهذا من واجبنا ومن صميم مبادئنا التاريخية ، لكنّ اليوم من نصّبوا أنفسهم ( حكام ) هدفهم الثراء الشخصي مقابل تنفيذ أجندات خارجية هدفها زعزعة استقرار المنطقة خدمة للمخطط الصهيوني ، فبيادق الساحل لا يختلفون عن نظام المخزن المُشكّل من بارونات المخدرات والاتجار بالبشر ، ولذلك فدخول عربان إمارات الغدر على الخط يفضح مخطط الصهاينة الأوغاد قتلة النساء والأطفال من أجل الولوج إلى إفريقيا عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات وتجار السلاح والجمعيات ذات المهام المشبوهة ، فالتاريخ دائما يعيد نفسه ، فمن مخطط سفاري الذي وضعته فرنسا سنة 1976 إلى مخطط الكيان الصهيوني وعملائه بالمنطقة مع اختلاف الجغرافيا والرمال المتحركة للساحل وقبائل لا تقبل الخيانة والعمالة ، فرمال الساحل ليست رمال الفجيرة أو عجمان والرقص مع الجواميس مصيره الطحن تحت الأقدام ، فاسألوا فالكون وبوب دينار وغيرهم من المغامرين وتجار السلاح وأباطرة الحروب كيف انتهى بهم المطاف!؟.
فالتاريخ يختلف عن الجغرافيا والعلوم السياسة لها مستجداتها وحساباتها ، لكنّ المواقف والمبادئ تبقى ثابتة ولا تتغير .

Exit mobile version