سجال كبير وتعاليق عديدة في مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية وشبكات التواصل الاجتماعي عن صفعة بريجيت لرئيس فرنسا ماكرون في الطائرة عند وصولهم إلى فيتنام ، الصفعة التي تلقاها الرئيس الفرنسي على خده الوردي تألّمت بسببها فرنسا برِمّتها وتزعزعت صورتها أمام العالم ، خاصة وأنّ ماكرون يخوض في هذه الأيام معاركا سياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ومعاركا إعلامية داخل فرنسا ، ماكرون نصّب نفسه زعيما لأوروبا يرافع عن مصالحها أمام العالم ، ففرنسا الحريات المزعومة تلقّت صفعة حارة أمام مرأى العالم في وقت تريد فيه التموقع بين كبار العالم ، فالسؤال اليوم ، هل هذه الصفعة لبريجيت صفعة إمرأة ” متعودة دايما ” أم ردة فعل من معلمة لتلميذها المشاغب الذي لم يقوم بواجباته المدرسية ، فمهازل الرئيس المراهق تتواصل وتتكاثر في ظل إنسداد سياسي داخل فرنسا و صراعات جيوسياسية عبر العالم ، فهل تصلح صفعة بريجيت ما أفسده اليمين المتطرف .
بريجيت ماكرون ليست مجرد زوجة لرئيس فرنسا بل صورة تعبر عن تحولات عميقة داخل المجتمع الفرنسي عن صدام بين الشكل والمضمون وبين الصورة التي يريدها الاعلام الفرنسي والحقيقة التي تعيشها فرنسا في أزمتها الاجتماعية والهوية، من الخطأ أن نختزل الألم الفرنسي في الرموز الفردية فقط ، لكن حتى تصبح الرموز واجهة لواقع مشوه ، فلابد من قول الحقيقة ، أن هناك شرخ بين السلطة والشعب وبين الإيليزيه وشارع الغضب وبين الكلمات الناعمة والواقع الصعب قد تكون بريجيت عنوانا لمرحلة لكن الألم أعمق ، اقتصاد هش ، وهوية مفقودة وسياسة خارجية مفلسة . هذه هي فرنسا التي يجب أن يراها العالم لا فقط من نافذة من رواق العطور والموضة .