بقلم ياسين عبد الرحيم
كتاب «زمن العسكر، القلاع والبوصلة” (دار النشر البيت)، هو اخر إصدارات الكاتب المثير للجدل، أبو بكر زمال، المعروف بكتاباته الجريئة وبالمشاكسة في نفس الوقت.
وكان هذا الكتاب موضوع ندوة نشطها الكاتب والإعلامي، أحميدة العياشي، بمكتبة الاجتهاد بالعاصمة، الذي أشار الى أن الحديث عن المؤسسة العسكرية، قد تم وضعه في خانة “الطابوهات” من طرف نفس أولئك الذين أرادوا شيطنة الجيش الوطني الشعبي، بالرغم من أن هذا الأخير بقي منفتحا على المواطنين والنخب من مختلف المشارب.
وشدد، خلال هذا اللقاء الذي حضره جمع من المثقفين، على أن الجيش وأذرعه الأمنية “لم تغلق أبوابها أمام النقاش” حتى خلال العشرية السوداء، التي كانت تحارب فيه الجماعات الإرهابية، بالرغم من الحملة التي استهدفته من قبل “أولئك الذين كانوا يسوقون لمقولة من يقتل من؟”، مذكرا بالكتب التي نشرت حينها في الخارج والتي سعت الى بث الشك في نفوس المواطنين تجاه مؤسستهم العسكرية، والتي كانت تكافح ميدانيا من أجل صيانة ركائز الجمهورية وصرح الدولة الوطنية.
وأكد الأستاذ العياشي الى أن تنظيم هذه الندوة وفي هذا الفضاء الثقافي، أي مكتبة الاجتهاد، التي استقطبت عدة فعاليات ثقافية وفكرية في ثمانيات القرن الماضي، يشير الى وجود فضاء من الحرية لتناول موضوع كالذي خاض فيه أبوبكر زمال، مستدلا بالنقاش الحر الذي دار بين الحضور حول الكتاب.
وأوضح الإعلامي والكاتب أبو بكر زمال، في مداخلته، أن اللقاء يعتبر فرصة لشرح محتوى الكتاب وعنوانه بعيدا عن التأويلات والقراءات الخاطئة، مؤكدا أن “السلطات العليا للبلاد لم تمنع الندوة أو تعرقلها”. كما ذكر بأنه قد تم نشر الكتاب “بكل حرية وبعيدا عن أية مضايقات، مما يبرهن على أن المجال مفتوح للإبداع وللرأي الحر وللاختلاف البناء”.
كما أشار المؤلف الى أن كتابه، الذي يقع في حدود 180 صفحة، يتضمن عددا من المقالات التي كتبها بين سنتي 2019 و2022 ونشرها في جرائد أجنبية، وهي-كما قال-“تعد انطباعات سجلتها حول سلوك هذه المؤسسة في أوج الحراك الشعبي”.
وتابع المتحدث توضيحاته حول الكتاب بالقول أن المواضيع المنشورة “تجمع بين التحليل، الرؤية الخاصة، وبعض المعلومات الشحيحة عن المؤسسة”.
كما ذكر بأنه اضطر الى نشر كتابه هو بنفسه، بالنظر الى تخوف بعض الناشرين حينها، وتحفظ البعض الاخر. وفسر هذه المخاوف بالسياق الذي كان طاغيا في ذلك الوقت.
وخلال تأكيده على الأجواء الحسنة التي جرت فيه الندوة، شدد أبو بكر زمال بأنه قد سبق له الكتابة على شخصيات مسؤولة في البلاد من دون مضايقات ولا تساؤلات، وهي نفسها الأجواء التي ظل يؤكد عليها وزير الاتصال، السيد مزيان محمد.
ويقول المؤلف زمال، في خاتمة مؤلفه، ان إصداره لهذا الكتاب كان رغبة منه في توثيق ما كتبه خارج الوطن، “كي لايضيع ولا يلفه النسيان، ولكي تعود هذه المواضيع الى الجزائر، الحاضنة دوما، أرض الأحرار والشهداء والمجاهدين…”
وأكد الأستاذ أحميدة العياشي، في ختام الندوة، أنه يجب العمل على تكرار مثل هذه اللقاءات، التي من شأنها فتح الباب واسعا أمام النقاش الهادئ والمسؤول، لمعرفة حقيقة المؤسسة العسكرية، تاريخها ومهامها والدور الذي تلعبه في ظل التحولات التي يعرفها العالم.
ونوه في ذات السياق بالهامش الكبير لحرية التعبير والنشر الموجود حاليا، والذي يجب استغلاله لبعث نقاش مسؤول وبناء عن أمهات القضايا التي تشغل بال الموطنين واشراك النخب فيه، بعيدا عن الشعبوية والتوجهات المغالية التي تقف وراءها أجندات خفية وبأقلام مأجورة.
زمن العسكر/ القلاع و البوصلة..آخر إصدارات زمال
