إحاطة مختصرة على الوضع الراهن بعد العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية

في الوقت الذي عقدت خمس جولات من المحادثات النووية غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة وكان يجري التخطيط للجولة السادسة، هاجم الكيان الصهيوني بلدنا يهجوم مسلح وعمل عدواني، طبعا ، فإن تبني قرار من قبل الدول الغربية في مجلس المحافظين ضد إيران شجع هذا الكيان على مهاجمة إيران.

من الواضح تماما أن الكيان الإسرائيلي لا يريد أي اتفاق على الملف النووي من خلال المفاوضات والدبلوماسية، والعدوان على إيران في خضم المفاوضات النووية يظهر معارضة الكيان الصهيوني لأي مفاوضات لحل هذه القضية في الماضي، أغتال الكيان الصهيوني علماء نوويين أو قام بعمليات تخريبية ضد المنشآت النووية السلمية في بلدنا من أجل زعزعة المفاوضات النووية.

إن الأعمال والهجمات العدوانية والخارجة عن القانون التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي انتهاك صارخ الميثاق الأمم المتحدة. وتشمل هذه الاعتداءات العسكرية ضد المدن والبنية التحتية والمنشآت النووية السلمية

والقادة العسكريين والمواطنين العاديين.

من بين هذه المراكز المستهدفة كانت منشآت النفط والغاز في منطقة عسلوية المطلة على الخليج الفارسي . الهجوم على عساوية هو عدوان واضح وعمل خطير جدا، وجر مسرح الصراع إلى منطقة الخليج العربي هو خطأ استراتيجي كبير ربما يتم بشكل متعمد وبهدف جو الحرب إلى ما وراء الأراضي الإيرانية، منطقة الخليج الفارسي منطقة حساسة ومعقدة للغاية، وأي تطور عسكري فيها يمكن أن تشمل المنطقة بأسرها بل والعالم بأسره.

وهناك مركز آخر تم استهدافة في الاعتداء على المنشآت النووية هو محطة نطنز، اذ يعتبر أمر خطير جدا، وعلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجميع الدول الأعضاء في مجلس المحافظين أن تدين بشدة هذا الهجوم على المنشآت النووية في هذا المكان و أماكن أخرى وأن تعاقب إسرائيل على فعلتها . تجاوز الكيان الصهيوني بهذا الفعل خطا أحمر جديدا في القانون.
الدولي، وهو الهجوم على منشأة نووية. إنه انتهاك كبير جدا للقانون الدولي ومحظور تحت أي ظرف من الظروف، وللأسف قويل بلامبالاة مجلس الأمن.

أسفرت الهجمات العدوانية على ايران عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق السكنية والبنية التحتية العامة. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يشكل الحجوم على المنشآت النووية خطرا كبيرا على أمن الناس وإلحاق الضرر بصحتهم، وهو أمر لا يمكن تداركه واصلاحه ..

كما ينص ميثاق الأمم المتحدة، فإن أي استخدام للقوة ضد سيادة ووحدة أراضي الدولة أو استقلالها محظور، وقد ارتكب النظام الإسرائيلي انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي بهذه الهجمات.

الدفاع عن النفس ضد العدوان والعدو هو حق طبيعي لكل شعب وغير قابلة للتصرف، وعليه، تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حقها المشروع في اتخاذ إجراءات دفاعية مضادة، واتخذت خطوات في هذا الصدد، مستهدفة مواقع النظام العسكري والاستراتيجي بصواريخ باليستية قوية، ما أدى إلى أضرار جسيمة الرد الإيراني هادف ويستند إلى القانون الدولي، وسيستمر بشكل أكثر حسما وقوة وأوسع من ذي قبل حتى يتوقف العدوان. وبالتوكل على الله، سينتصر على هذا العدو المجرم وغير الشرعي .

في الأيام الأخيرة، اتخذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بقدراتها الدفاعية المحلية الصنع، إجراءات دفاعية ضد هجمات الكيان الصهيوني، كان أهمها إسقاط عدة طائرات مقاتلة من طراز 35-F وعشرات الطائرات الهجومية بدون طيار والطائرات المسيرة الصغيرة.

إن الكيان الصهيوني هو الحائز الوحيد للأسلحة النووية والدمار الشامل في المنطقة والذي ليس عضوا في أي من المعاهدات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك معاهدة عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل .
لكن النظام الصهيوني سعى دائما إلى الغوغائية والتبرير لأعماله العدوانية من خلال اتهام إيران ببرنامجها النووي السلمي و التي تعتبر عضوا مسؤولا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والأنشطة النووية السلمية تحت الإشراف الكامل للوكالة الدونية للطاقة الذرية، دون تقديم أي دليل أو وثائق .

إن ادعاء الكيان الصهيوني ب “الدفاع عن النفس” بعد غزو إيران ليس له أساس قانوني، ومن خلال العدوان السافر على إيران وانتهاك سيادتها ، كان الكيان الصهيوني نفسه هو البادي ولا يمكنه الادعاء بأنه يدافع عن نفسه.

إن رد إيران موجه إلى الكيان الصهيوني باعتباره السبب الرئيسي للعدوان، وفي حالة تدخل أي دولة أخرى في هذا الاعتداء على إيران، فستكون العواقب على ذلك البلد .

لا تبدأ إيران أي حرب حتى الآن وكانت دائما ضحية للعدوان على مدى العقود الماضية، هذا في حين أن الغرب، يكيل بمكيانين مزدوجين وينشر روايات كاذبة، بدلا من مواجهة المعتدي، يضع الضحية تحت الضغط، حيث رأينا هذا الموقف في فلسطين وغزة أيضا .

إن مطالبة إيران من جميع الدول والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية بإدانة الاعتداءات العدوانية رسميا واتخاذ إجراءات لوقفها بما يتماشى مع تنفيذ مقررات ميثاق الأمم المتحدة، وفي هذا الصدد، أصدر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

والأمين العام المنظمة شنغهاي للتعاون والعديد من دول المنطقة والعالم بيانات أدانت فيها هجمات النظام المعندي.

ومن ناحية أخرى، تتوقع مزيدا من الدعم والمرافقة من الحكومات والدول الإسلامية والشقيقة، وتتوقع منهم إدانة هذه الهجمات وتقديم الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي وغيره من أشكال الدعم للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

طبيعة الكيان الصهيوني توسعية وعدوانية، وهذا النظام لن يتوقف عن التحرك حتى يسيطر على جميع الدول الإسلامية، ومنع ذلك يتطلب تعاون ودعم المسلمين من بعضهم البعض.

الدينا أدلة قوية على دعم القوات والقواعد الأمريكية في المنطقة الهجمات الكيان الصهيوني. لقد رصدنا بعناية وما زلنا تراقب

ولدينا الكثير من الأدلة على كيفية مساعدة القوات الأمريكية للنظام الصهيوني، ولكن الأهم من أدلتنا هو تصريحات الرئيس الأمريكي الذي أعلن صراحة دعمه. لذلك، في رأينا، الولايات المتحدة شريكة في هذه الهجمات ويجب أن تحمل مسؤوليتها .
و بناء على ذلك، كانت الولايات المتحدة وأوروبا على علم بالاعتداء العسكري الذي شنه الكيان المحتل المقدس على إيران ودعما هذا العدوان بعد الهجوم رسمياً .

المشكلة مع الغرب هي أنهم لا يملكون فهما صحيحا للموضع في المنطقة وإيران بعد الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان، اعتقد الغرب أن إسرائيل في وضع حاكم على الشرق الأوسط، وأن الدول العربية في شباك الغرب وإسرائيل، وأن إيران ستضعف وستواجه حكومتها ونظامها تمردا داخليا ويمكن أن يطيح بها أي هجوم عسكري .

إننا تشهد الآن تماسكا غير مسبوق للشعب الإيراني دعما للحكومة والقوات المسلحة، وجاهزية القوات المسلحة العالية وثقتها بالنفس، وردودها الدفاعي والهجومي على هذا العدوان.

لا نريد توسيع الحرب ما لم تفرض علينا، لا نريد أن تمتد هذه الحرب إلى دول أخرى والمنطقة، لم ترغب في هذه الحرب من حيث المبدأ وكنا منخرطين في الدبلوماسية حول برنامجنا النووي، لكن هذا العدوان فرض علينا أن تدافع عن أنفسنا، و دفاعنا شرعي ومقتدر. هذا الدفاع هو رد على العدوان. إذا توقف العدوان، فمن الطبيعي أن تتوقف ردود أفعالنا أيضا.

Exit mobile version