مـحـمـد بـغـالـي.. الـرجـل الـمـؤسـسـة

في المشهد الإعلامي الجزائري، يبرز اسم الأستاذ محمد بغالي كواحد من الوجوه الإعلامية التي جمعت بين التجربة المهنية العميقة والقدرة على التسيير، في مسيرة امتدت من الصحافة المكتوبة إلى إدارة مؤسسات الإعلام العمومي، في لحظات مفصلية من تاريخ البلاد الإعلامي.

البدايات: من “البلاد” إلى “الخبر”

بدأ الأستاذ محمد بغالي مسيرته الصحفية في جريدة “البلاد”، حيث خط أولى مقالاته، وبدأ في بناء أسلوبه المهني المميز. ثم التحق بجريدة “الخبر”، واحدة من أبرز الصحف المستقلة في الجزائر، وهناك شغل منصب نائب رئيس التحرير، حيث لعب دورًا محوريًا في بلورة خط الجريدة التحريري ومواكبة القضايا الوطنية بأسلوب تحليلي متوازن.

مرور بـ”الشروق”… ثم العودة إلى “الخبر”

بعد تجربة في يومية “الشروق”، عاد الأستاذ محمد بغالي مجددًا إلى جريدة “الخبر”، لكن هذه المرة كرئيس تحرير، وهو المنصب الذي شغله لأكثر من عشر سنوات، قاد خلالها الصحيفة في أوقات دقيقة، تميزت بتقلبات سياسية، وتغيرات في المشهد الإعلامي الوطني.
وقد تميّزت تلك المرحلة برصانته التحريرية، وحرصه على حماية استقلالية الجريدة، وجعلها منبرًا للتحليل الرصين والتغطية المتوازنة، في وقت ازدادت فيه الاستقطابات الإعلامية.

مدير عام للإذاعة الوطنية

لاحقًا، تولّى الأستاذ محمد بغالي منصب المدير العام للإذاعة الجزائرية، حيث أشرف على تطوير الشبكات البرامجية، وضمان أداء إعلامي يزاوج بين الخدمة العمومية ومتطلبات العصر الرقمي، مع انفتاح أكبر على الجمهور وتنوع المضامين.

على رأس التلفزيون الجزائري (منذ 2024)

في سنة 2024، عُيّن مديرًا عامًا للتلفزيون العمومي الجزائري، وهو منصب جاء في مرحلة حساسة تتطلب إصلاحات هيكلية وتجديدًا في الرؤية التحريرية.
منذ توليه هذا المنصب، عمل على:

تحديث البنية البرامجية للتلفزيون بمضامين سياسية وثقافية أعمق.

دعم الإنتاج الوطني والمحتوى التحليلي الجاد.

تعزيز التغطيات الدبلوماسية والإخبارية.

فتح المجال أمام الكفاءات الإعلامية الشابة.

الحفاظ على الدور الاستراتيجي للتلفزيون كمنبر للهوية والسيادة الوطنية.

الصحفي الذي أصبح رجل مؤسسة

ما يميز محمد بغالي أنه ظل وفيًا لروحه الصحفية، حتى وهو في مواقع القرار. فهو إداري يفكر بعقلية صحفي، وصحفي يدير بمسؤولية رجل دولة. استطاع الجمع بين المهنية والتحليل، وبين القيادة والحضور الميداني.

خاتمة

من “البلاد” إلى “الخبر”، ومن “الخبر” إلى الإذاعة الوطنية، ثم إلى قيادة التلفزيون العمومي، يمثّل الأستاذ محمد بغالي تجربة نادرة في الإعلام الجزائري: صحفي محترف، ومدير إداري واعٍ، ورجل إعلام يعرف خبايا المهنة ومتطلبات الدولة.
مسيرته تبرهن أن الإعلامي حين يجمع بين الرؤية، والانضباط، والمهنية، يمكنه أن يترك بصمته ليس فقط في قاعات التحرير، بل أيضًا في مفاصل التسيير والإصلاح الإعلامي.

Exit mobile version