نجاح إفريقي برؤية جزائرية: الطبعة الرابعة تختتم برسائل سياسية واقتصادية قوية

بقلم: جمال بن علي
في أجواء احتفالية مميزة، أسدل الستار على فعاليات الطبعة الرابعة للتجارة البينية الإفريقية، التي عكست إرادة جماعية لبناء فضاء اقتصادي موحد للقارة. وقد برزت الجزائر خلال هذه الطبعة كفاعل رئيسي ورؤية جامعة، إذ لم يقتصر حضورها على البعد الاقتصادي فحسب، بل حمل أيضًا رسائل سياسية قوية تؤكد التزامها بالدفاع عن التكامل الإفريقي وتعزيز التعاون جنوب – جنوب. هذا النجاح الإفريقي برؤية جزائرية جاء ليؤكد أن الجزائر باتت ركيزة أساسية في معادلة النهضة القارية.

لقد شكّل المعرض فرصة ثمينة لفتح آفاق جديدة أمام المبادلات التجارية بين بلدان القارة، حيث تمكنت المؤسسات الجزائرية والإفريقية من عقد شراكات مباشرة، واستكشاف فرص التعاون في مجالات الصناعة، الزراعة، الأدوية، والخدمات. كما منح هذا الموعد الاقتصادي مساحة مهمة للشباب والمقاولات الناشئة لإبراز ابتكاراتهم، مما أضفى على الطبعة الرابعة بعدًا مستقبليًا يعكس طموح إفريقيا في بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار والرقمنة.

إن ختام الطبعة الرابعة للتجارة البينية الإفريقية تحت مظلة الجزائر لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل خطوة استراتيجية تعكس انتقال القارة من مرحلة الخطاب إلى مرحلة الفعل.

لقد أكدت الجزائر أنها تمتلك القدرة على الجمع بين الدبلوماسية الرصينة والنجاعة الاقتصادية، لتكون شريكًا أساسيًا في صياغة مستقبل إفريقيا الموحدة. وهكذا، فإن الرسائل التي خرجت من الجزائر لا تخص فقط المتعاملين الاقتصاديين، بل تترجم إرادة سياسية في جعل إفريقيا فاعلًا مؤثرًا في الاقتصاد العالمي، برؤية جزائرية واضحة المعالم.

Exit mobile version