بقلم: جمال بن علي
تواصل الجزائر عبر بعثتها الدائمة لدى منظمة الأمم المتحدة أداء دور محوري في الدفاع عن القضايا العادلة في إفريقيا والعالم، وفي مقدمتها قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، التي تُعد آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.
فخلال مداولات مجلس الأمن الأخيرة حول تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، برز الموقف الجزائري مجدداً بثباته على مبدأ دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقاً للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
ورغم محاولات بعض الأطراف، وعلى رأسها المغرب والولايات المتحدة، تقليص مدة تفويض بعثة المينورسو إلى ثلاثة أشهر فقط — في خطوة رآها المراقبون محاولة لخلق ضغط سياسي على جبهة البوليساريو ودفعها إلى تنازلات — فقد نجحت الجزائر، بالتنسيق مع عدد من الدول الإفريقية واللاتينية، في حشد دعم داخل مجلس الأمن لتمديد الولاية لمدة سنة كاملة، وهو ما اعتُبر انتصاراً للدبلوماسية الجزائرية ولمبدأ الاستمرارية في العمل الأممي بعيداً عن الإملاءات السياسية.
وأكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، في مداخلته أمام مجلس الأمن، أن الحل العادل والدائم للنزاع في الصحراء الغربية لا يمكن أن يكون إلا عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، محذّراً من أي محاولات لفرض “حلول الأمر الواقع” أو إفراغ قرارات الأمم المتحدة من مضمونها.
كما شدد على أن الجزائر، بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي، تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستافان دي ميستورا، وتدعو إلى مفاوضات مباشرة وصادقة بين طرفي النزاع — المغرب وجبهة البوليساريو — دون شروط مسبقة، وبروح من الواقعية والاحترام المتبادل.
إن نجاح الجزائر في دعم قرار التمديد لسنة كاملة يعكس قوة موقفها المبدئي وثقلها الدبلوماسي داخل أروقة الأمم المتحدة، ويؤكد أنها تظل وفية لنهجها التاريخي القائم على مناصرة قضايا التحرر ورفض كل أشكال الاحتلال والهيمنة.
وبينما يسعى البعض إلى الالتفاف على قرارات الشرعية الدولية، تواصل الجزائر الدفاع عن مبدأ أصيل في سياستها الخارجية:
“الحرية حق، وتقرير المصير واجب، والشرعية الدولية ليست للمساومة”.
