ما يجب أن يقال: بقلم جمال بن علي
مونديال 2026 ليس مجرد بطولة رياضية عادية. إنه أول كأس عالم يقام بثلاث دول مضيفة، ويشهد توسيع عدد المنتخبات إلى 48، وفي فضاء أمريكي–قاري ذو ثقل إعلامي وسياسي واقتصادي هائل.
وفي هذا المشهد، تأتي المشاركة العربية — سواء من إفريقيا أو آسيا — على مفترق طرق استراتيجي: فرصة لصناعة قوة ناعمة عربية على أكبر مسرح إعلامي عالمي.
لماذا مونديال 2026 مختلف؟
الولايات المتحدة: أكبر سوق إعلامي وتكنولوجي في العالم، مما يجعل كل دقيقة بث تعادل سنوات من الدبلوماسية التقليدية.
كندا: مجتمع متعدد الثقافات يمكّن من عرض صورة حضارية عربية أمام جمهور عالمي متنوع.
المكسيك: جمهور عاشق لكرة القدم قادر على تحويل أي منتخب إلى حدث إعلامي عالمي.
المشاركة العربية: الرياضة كدبلوماسية ناعمة
العرب عادة يذهبون إلى المونديال بهدف المنافسة، لكن المطلوب في 2026 هو تحويل المشاركة إلى قوة نفوذ ضاغطة لأن
وجود المنتخبات العربية في سوق إعلامي أمريكي ضخم يمنح فرصة لصياغة صورة متماسكة: هوية عربية، انضباط، احتراف، ولغة عالمية.
تفعيل الجاليات العربية في أمريكا الشمالية
الجاليات العربية قوة ناعمة جاهزة. حضور المنتخبات يخلق لحظة تمثيل ثقافي وتحويل الملاعب إلى منصات للتأثير الاجتماعي والسياسي.
الاستثمار السياسي في الرياضة
كل هدف أو مباراة تُنقل على شاشات أمريكية يساوي نفوذاً سياسياً أكبر من
استخدام الإعلام الأمريكي والعالمي لإبراز قصص النجاح العربي بعيداً عن الصورة النمطية.
إشراك الجاليات العربية في برامج ومبادرات رياضية وثقافية موازية.
إنتاج محتوى عربي بلغة إنجليزية احترافية لتوسيع الوصول.
بناء شراكات رياضية–اقتصادية مع أندية ومؤسسات في أمريكا وكندا.
التعامل مع البطولة كمشروع علامة وطنية وليس
مونديال 2026 لن يُتذكر فقط من يسجل أهدافاً، بل من يعرف كيف يحوّل الملعب إلى منصة نفوذ وصورة حضارية.
الولايات المتحدة ليست مجرد ملعب، بل مصنع للهوية العالمية.
كندا ليست مجرد دولة مضيفة، بل مختبر للهوية الحديثة.
المكسيك ليست مجرد جمهور، بل طاقة جماهيرية قادرة على تحويل المنتخبات إلى ظواهر إعلامية.
الفرصة موجودة، والقوة الناعمة جاهزة…
المشاركة العربية في 2026 ليست مجرد رياضة، بل لحظة تاريخية لصناعة نفوذ عالمي.
السؤال الحاسم: هل نكتفي بالمباراة، أم ندخل الملعب بمشروع صورة عربية جديدة؟
