الإمارات وصناعة الخراب الممنهج: زرع الفتن، نهب الثروات، وزعزعة الدول من السودان إلى الساحل الإفريقي

من الدولة إلى المليشيا: عقيدة إماراتية جديدة

خلال العقد الأخير، تحوّل الدور الإماراتي من فاعل اقتصادي إلى فاعل أمني–سياسي يعتمد على تفكيك الدول من الداخل عبر تمكين المليشيات، التحكم في الموارد، وإدامة النزاعات.
هذا الملف يقدّم خلاصة تقارير أممية وتحقيقات دولية تُظهر نمطًا متكررًا:
إضعاف الدولة → تمكين السلاح غير الشرعي → نهب الثروة → فوضى دائمة

الفصل الأول | السودان: الذهب وقود الحرب

حميدتي – شركة الجنيد – مسارات التهريب

الفاعل المحلي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، شكّل رأس الحربة في حرب داخلية تحوّلت سريعًا إلى كارثة إنسانية. الرافعة الاقتصادية تمثّلت في شركة الجنيد لتعدين الذهب المرتبطة بعائلة دقلو.

تقارير فريق خبراء الأمم المتحدة للفترة 2023–2024 وثّقت وصول أسلحة ومعدات لقوات الدعم السريع عبر تشاد وليبيا باستخدام شبكات طيران ولوجستيات مرتبطة بالإمارات. منظمة Global Witness أكدت أن أكثر من 90 بالمائة من الذهب السوداني يُهرّب خارج القنوات الرسمية، وأن الإمارات هي الوجهة الرئيسية. تحقيقات صحفية دولية كشفت عن مستشفى ميداني في تشاد بتمويل إماراتي قدّم دعمًا لوجستيًا لقوات حميدتي.

الأرقام تشير إلى أكثر من 15 ألف قتيل مدني، ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وخسائر اقتصادية تقديرية تتجاوز 40 مليار دولار. الخلاصة أن الحرب استُخدمت كأداة نهب، وأن الذهب تحوّل إلى وقود للصراع.

الفصل الثاني | ليبيا: عسكرة السياسة وإفشال الدولة

حفتر – قاعدة الخادم – الطائرات المسيّرة

في ليبيا، دعمت الإمارات اللواء المتقاعد خليفة حفتر سياسيًا وعسكريًا. تقارير مجلس الأمن بين 2017 و2020 سجّلت انتهاك حظر السلاح أكثر من 20 مرة، مع استخدام طائرات مسيّرة صينية من طراز Wing Loong انطلقت من قواعد مدعومة إماراتيًا، أبرزها قاعدة الخادم الجوية شرق البلاد.

منظمة العفو الدولية وثّقت غارات تسببت في مقتل مدنيين خلال الهجوم على طرابلس بين 2019 و2020. الحصيلة تجاوزت 4 آلاف قتيل مدني، وتعطّلت الانتخابات مرتين، وتكبّد قطاع النفط خسائر بمليارات الدولارات. النتيجة كانت تعطيل المسار الديمقراطي وإطالة أمد الحرب لصالح نفوذ عسكري–اقتصادي.

الفصل الثالث | اليمن: تفكيك الدولة والسيطرة على الممرات

المجلس الانتقالي – السجون السرية – سقطرى

دخلت الإمارات الحرب ضمن التحالف، ثم دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي، وأنشأت مليشيات موازية للجيش. تقارير Human Rights Watch وAmnesty International وثّقت سجونًا سرية وحالات تعذيب واختفاء قسري بإشراف قوات مدعومة إماراتيًا.

تقارير أممية أكدت دعم فصائل انفصالية على حساب الحكومة المعترف بها، مع سيطرة على موانئ عدن والمخا وجزيرة سقطرى. الأرقام تشير إلى أكثر من 377 ألف قتيل مباشر وغير مباشر، واحتياج 80 بالمائة من السكان للمساعدات. الخلاصة أن الدولة اليمنية فُكّكت لصالح السيطرة على الممرات البحرية.

الفصل الرابع | الساحل الإفريقي: الاستعمار بثوب الاستثمار

الذهب – الانقلابات – الشركات الواجهة

في مالي والنيجر وتشاد وإفريقيا الوسطى، ربطت تقارير صحفية دولية شركات إماراتية بشراء وتهريب الذهب من مناطق نزاع، ودعم شبكات عسكرية وانقلابات عبر التمويل والعقود الأمنية. تحت غطاء الاستثمار، تراجعت السيادة وتصاعد العنف بنحو 40 بالمائة في بعض الدول بين 2022 و2024، بينما تُهرّب مليارات الدولارات من الثروات سنويًا.

الفصل الخامس | النموذج الإماراتي الموحّد

حميدتي – حفتر – الزبيدي: أدوات محلية لمشروع واحد

تتكرر السمات نفسها: تفضيل المليشيا على الدولة، إضعاف الجيوش الوطنية، تعطيل الديمقراطية، وتحويل الثروة إلى وقود صراع. تتبدل الأسماء، لكن النتيجة واحدة: دول أضعف ونفوذ خارجي أوسع.

الخاتمة | المال حين يصبح سلاحًا

ما يجري ليس إدارة أزمات عرضية، بل هندسة فوضى تقوم على شراء الولاءات وتسليح الانقسامات ومقايضة السلام بالثروة. التاريخ يُظهر أن النفوذ المبني على الخراب لا يدوم، وأن كلفة الفوضى تُدفع من دماء الشعوب

Exit mobile version