عباقرة السياسة لا يستطيعون فهم ما يحدث في الجزائر، تشابكت التصريحات وتقاطعت المصالح والغايات، وكل هذا بسبب الرئاسيات المقبلة وضبابية المشهد وعدم وضوح النوايا.
وما زاد في ضبابية الأفق السياسي هو الطحالب السياسية التي تصدرت المشهد وأصبحت كذلك تصنع الحدث بتصريحاتها العقيمة والمسلية للرأي العام وما زاد الوضع سوءا هو التركيبة الحكومية المشكلة من وزارات الولاءات والجهوية، الذين كرسوا مبدأ الرداءة في كل شيء ولم يفهموا حتى طبيعة مهامهم لسبب بسيط أن لا ورقة طريق لديهم ولا إستراتيجية ولا كفاءة مهنية؟ هذا يختزل كل برنامجه في الحديث عن تمثال عين الفوارة ؟ وأخرى اختزلت مهام قطاعها في جمع القمامة؟ وآخر تحول إلى رئيس ورشة، يعني بالمختصر المفيد تفّهوا منصب الوزير أو مثلما يقول صديقنا “بوعقبة” الوزارة نزلت لهم..
لكن الحمد لله لنا وزراء حفظوا ماء وجه الحكومة مثل وزير العدل حافظ الأختام الذي صنع الاستثناء بإنجازاته الكبيرة في مجال العصرنة وإصلاح العدالة وحقوق الإنسان، أما البقية فهي لا تفرق بين مهمة مدير بسيط في وزارة وبين الوزير نفسه؟ !
أما الأحزاب فهي حائرة بين الولاء لاقتسام الريع والغنائم وبين التهريج للتموقع؟! أما الشعب فهو حائر وخائف على مصير وطن اسمه الجزائر، فهل ستكون الخامسة بردا وسلاما على بلادنا ؟ أم ستكون نارا ودمارا على مؤسسات الدولة لأن المؤشرات واضحة وظاهرة في زمن هُواة السياسة وتجار الأحلام.
