الدهماء في زمن الجبناء !

ما تعيشه اليوم الجزائر من مهازل سياسية واقتصادية وأخلاقية لم تعرفه في تاريخها الحافل بالبطولات والانجازات.

اليوم في زمن الجبن السياسي والانحلال الأخلاقي والإفلاس العام لسلم القيم، أصبحت الدهماء تصنع الرأي العام أو تحاول التأثير فيه، إنه زمن “الرويبضة” التي تكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: احذروا زمن الرويبضة! قيل ما الرويبضة يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم التافه يتكلم في أمور العامة والسفيه يتكلم في أمور الناس.

في مصر أيام السادات والنظام البوليسي كان الشاعر الكبير المتميز “الراحل فؤاد نجم” يكتب و”الشيخ إمام” يغني ويتجاوب معهما الشعب والنخب وكل الأطياف السياسية، اليوم عندنا في الجزائر أصبحت “الرويبضة” هي التي تتكلم وهي التي تكتب بكلمات ركيكة وتتجاوب معها الدهماء ولا نقول الرأي العام لأن الحكماء والشعراء انقرضوا في زماننا والساسة الكبار أصيبوا بمرض “الزهايمر والجبن” والنفاق وأصبحت تطل علينا نماذج غريبة لا نعلم من وضّفها؟ وتعمل لصالح من؟ ومن يحركها؟ اقتحموا الصحافة والصحافة بريئة منهم، اقتحموا المجال الخيري لأغراض سياسية نصبوا أنفسهم أوصياء علينا من غير تفويض وتكلموا باسمنا زورا وبهتانا، أسسوا نقابات وهمية لينفذوا أجندات مشبوهة في ظل صمت متواطئ من الجميع، تركنا لهم المجال لأن الكفاءات الحقيقية همشت وهجرت لتفسح المجال لعرائس القرقوز ليتكلموا باسم الشعب الجزائري وما أدراك ما الشعب الجزائري !  

السؤال من فوض هذه الكائنات المشبوهة لتحل محل الشرفاء ومحل الأغلبية الصامتة ،عيب وعار أن يصنع مصيرنا أو يقرر مكاننا “المكلفين بمهمة” من حثالة المجتمع والنكرات المؤكدة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا لأن السياسة والإعلام والنقابة نزلوا إلى مستنقع الوحل ولا تضنوا أن التغيير المنشود والمشروع يأتي “بالدهماء والرويبضة”.

لا زلنا في انتظار المعجزة والمهدي المنتظر سياسيا أو بقاء الحال مثلما هو عليه أرحم من هؤلاء.

 

 

Exit mobile version