هذا السؤال طرحه المرحوم محمد بوضياف في كتاب ألّفه سنة 1963 لما وضعه بن بلة تحت الإقامة الجبرية ببشار، ولا زال هذا السؤال يُردد ويُطرح كلما اشتدت الأزمة واختلطت الأمور.
ما نعيشه اليوم من انسداد في الأفق ومن فوضى سياسية وتخبط سياسي هو نتاج لتراكمات سياسية عميقة، فالجزائر منذ استقلالها وهي تنام على بركان سياسي نائم، الدولة العميقة ساهمت في القحط السياسي الذي أفرغ البلاد من الكفاءات وأفرز لنا الرداءة بمختلف أنواعها، أصبحت اليوم مثل الجوارح تحوم على السلطة لتنقضّ عليها بلا برامج ولا قاعدة شعبية، كائنات تغرد خارج السرب وتتغنى بالديمقراطية وحرية التعبير وهي نتاج لهذا النظام، فهي كمن يلعب في الوقت بدل الضائع، كائنات تشخص لك الداء، لكنها لا تقدم لك الدواء، معارضة سلبية ماعدا القلة القليلة التي نعرف نواياها ولا نزايد على وطنيتها ولكن البقية مكلفة بمهمة لإفراغ المعارضة الحقيقية من مبتغاها وأهدافها المشروعة في التغيير السلمي، فإلى يومنا هذا لم نرى حزبا أو شخصية سياسية استطاعت أن تملأ قاعة صغيرة أو تجلب أتباعا ولا نقول مناضلين! فأين هو التغيير المنشود؟
السياسة برامج وإقناع وتأثير وليست مغامرة أو سياسة ظرفية، مناسباتية، الجزائر أكبر من المغامرين ومن بارونات الفساد.
