مشاهد: الإرهاب والإسلاموفوبيا
اهتز العالم على وقع اغتيال السائحتين الاسكندنافيتين في جبال الأطلس المغربي من طرف التنظيم الإرهابي “داعش” حسب التحقيقات والبيانات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، في جريمة نكراء نفذت بوحشية لا مثيل لها حسب الفيديو المتداول والذي أكد صحته وزير خارجية الدانمارك في ندوة صحفية عقدها بـ “كوبنهاجن”.
السؤال اليوم، إلى أين يتجه هذا العالم الذي سيطرت عليه الكراهية والضغينة والإرهاب باسم الدين وباسم العرق وبمسميات أخرى، وكيف نشجع السياحة في الدول العربية في غياب الأمن؟ وكيف ندعوا للتسامح والتعايش وهنالك وحوش يقتلون باسم الدين, والدين منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
أين هي الترسانة الأمنية التي يتغنى بها الكل؟ وأين هي إنجازات ترمب التي قال أنه سينسحب من سوريا لأنه انتصر في حربه على الإرهاب وعلى “داعش”. المعروف في الدراسات الجيوسياسية والأمنية أن الخطر صفر غير موجود وسياسة الكل أمني أثبتت محدودية نجاعتها لذلك يجب تجنيد كل الأطياف وكل المجتمعات وكل الدول ضد الفكر الإرهابي الظلامي لأن الإرهاب لا حدود له، وهو سبب نمو “الإسلاموفوبيا” في الغرب وسبب التضييق الحاصل على الحريات لكل ما هو مسلم وكأننا نجسد تنبؤات “سامويل هنتنغتن” في كتابه “صدام الحضارات”.
العالم كله شاهد صور السائحتين ببراءتهما وحبهما للحياة والسياحة في البلاد العربية وشاهد طريقة اغتيالهما بوحشية من طرف أعداء الحياة بدافع تدمير كل ما هو جميل وكل ما يرمز للحياة والمستقبل. ونأتي بعدها لنبكي على الأطلال وعلى الإسلاموفوبيا ونتساءل بغباء لماذا يكرهنا الغرب ؟ !
ولهذا يجب على الفكر التنويري أن يستيقظ من سباته ويملأ الفراغ لأن الطبيعة لا تحب الفراغ وعلينا نحن كإعلاميين أن نؤدي رسالتنا النبيلة في شتى المجالات كمسلمين بمعاملتنا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : “الدين المعاملة” وأن لا نبقى في حالة دفاع أمام تنامي الإسلاموفوبيا بسبب جرائم الإرهاب الأعمى وإنما نعمل لتحسين صورة أمة محمد عليه الصلاة والسلام بأفعال وليس بردود أفعال ونترك أثرنا الطيب يمحو آثار المجرمين.
الصراع صراع أفكار، وصراع برامج ومشاريع مجتمع.