ما يجب أن يقال: التظاهر في زمن الذئاب؟

مسيرات الكرامة التي شهدتها عدة ولايات وبأسلوب حضاري أعطى درسا للمتربصين بالجزائر وشعبها في الوعي السياسي والحس الوطني هذه المسيرات أكدت أن الشعب الذي تداول على حكمه الزبانية وأزلامهم بالحديد والنار واكتوت بنارهم وهمشت في عهدهم الكفاءات المخلصة لهذا الوطن. عهد بائد انتشرت فيه الذئاب البشرية وجعلت من الجزائر ملكية خاصة لها ولأقاربها الذين يدرسون بالخارج ويقيمون في فرنسا وأخذوا الشركات الوطنية التي أفلسوها بسياستهم العرجاء، بالدينار الرمزي, ذئاب شاركت في كل المواعيد الانتخابية زورت وفرضت علينا مواليها من الرداءة باسم الجهوية والمحسوبية والولاء.
هذه الذئاب المسعورة تريد اليوم أن تتبنى هذه المسيرات وتريد أن توجه هذا الحراك العفوي لصالح مرشحها المغمور لكي تبقى تسّير الجزائر من وراء الستار مثلما كانت تفعل دائما، ذئاب مشكلة من خردوات العهد البائد ووزراء سابقين لازال يشدهم الحنين إلى بريق السلطة وبيادق كانت تحكم وتتحكم في الشعب باسم الولاء لكبيرهم و في المقابل حملة الرئيس فيها بعض بارونات الفساد ووزراء نهب المال العام الذين استفزوا الشعب بعودتهم الى المشهد.
هذا هو حال الوطن اليوم، لكن الجيل الحالي لا يتأثر بذئاب العهد البائد ولا يخافها لأنه يعرف أن زمنها قد ولى وعودتها إلى المشهد مستحيلة، فالقديم مكانه المتحف أو التاريخ، والتاريخ لا يحتفظ إلا بالعظماء لكن تبقى مزبلة التاريخ هي ملجأهم وشتان بين مسيرات الكرامة والرقص مع الذئاب.