ما يجب أن يقال: السلطة والوقت بدل الضائع؟!

ما يحدث اليوم من احتجاجات ومسيرات يؤكد أن السلطة في الجزائر مارست السياسة بلا إستراتيجية ولا استشراف.
لأن السياسة عندما تمارس بلا إستراتيجية تصبح شعبوية والشعبوية تؤدي إلى الفوضى والفوضى تؤدي إلى الخراب، السلطة في الجزائر ولمدة عقدين من الزمن لم تتعرف على من معها وعلى من ضدها؟ ومن هو الفاعل ومن هو المتطفل؟ ومن هي المعارضة الافتراضية؟ ومن هي المعارضة النائمة كالبركان؟ لأن بعض المؤسسات التي كانت مكلفة بالتخطيط والاستشراف حجبت الرؤية عن صاحب القرار, بسبب انشغال أصحابها بالصفقات وبمصاحبة ومساعدة بارونات الفساد، يعني بدل أن يخدموا الجزائر خدموا المافيا السياسية المالية التي أوصلتنا إلى طريق مسدود وكل هذا بسبب غياب إستراتيجية حقيقية في خدمة البلاد والعباد.
لأن الخطط الفاشلة التي أوكلت لجمعيات النصب والاحتيال باسم الرياضة والشباب وأحزاب الهف السياسي باسم المساندة والموالاة هي خطط أعطت لنا مؤسسات غير فاعلة وفاقدة لكل شرعية وساحة سياسية تركت لبارونات الفساد والكوكايين تحت غطاء الاستثمار والتجارة والرياضة وكل هذا يتم بشراء الذمم ومصاحبة الوزراء وأبناء المسؤولين وأداء مناسك الحج والعمرة لإبعاد الشبهات والاستغناء من المال العام والتغول اقتصاديا في القطاع الخاص بفضل المحاباة والمحسوبية.
فهل ستتدارك السلطة الوضع وتنقذ ما يمكن إنقاذه في الوقت بدل الضائع حتى لا ندخل لا قدّر الله في دوامة العنف بسبب المتهورين والمتقاعدين والمطرودين من السلطة والمغضوب عليهم والضالين، مستغلين الغضب المشروع للشعب لتحويله لصالح مخططاتهم الدنيئة.