مشاهد: الحراك والإعلام بين الموضوعية والتضليل!
الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر والمتجسد في المسيرات السلمية الرافضة للعهدة الخامسة، أخذت حيزا هاما في وسائل الإعلام الوطنية والدولية، فإذا كانت وسائل الإعلام الأجنبية انبهرت بسلمية المسيرات وبطابعها الحضاري عندنا لجأت بعض القنوات العامة والمستقلة إلى أسلوب التظليل وتحريف الشعارات المعروفة؟ فمثلا تحول شعار “لا للعهدة الخامسة” إلى “إصلاح وتغيير”، يحدث هذا في زمن شبكات التواصل الاجتماعي وكأن هذه القنوات تعيش في زمن الأبيض والأسود.
بينما القنوات الأجنبية راحت تسلط الضوء على هذا الحراك ببلاطوهات تستضيف فيها خبراء ومحللين مهتمين بالشأن الجزائري وهذا عكس القنوات الجزائرية التي أصبحت تغطي هذا الحراك بضيوف من الموالاة تجاوزهم الزمن بنقاش عقيم، بخطاب بعيد كل البعد عن الواقع الجزائري، قنوات تسير بخط افتتاحي مبهم تارة يحركه ضغط الشارع وتارة تحركه وكالة النشر والإشهار في وقت أصبح فيه المواطن الجزائري يتابع كل صغيرة وكبيرة عن حراك الشارع, هذا الحراك الذي ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الشعب ومستقبل الوطن.
ولذلك يجب على الإعلام أن يتحلى بالموضوعية في تغطياته خدمة للمتلقي وخدمة للمهنية لأن التاريخ لا يرحم ويسجل كل شيء وتبقى الرسالة الإعلامية رسالة نبيلة والعمل الصحفي هو الحرية والمسؤولية، دون أن ننقص من إخلاص ونزاهة الكثير من الصحفيين رغم الضغوطات إلا أنهم يقفون مع الشعب لأنهم أبناء هذا الشعب الطيب ورغم ظروفهم الاجتماعية والمهنية إلا أنهم يؤدون الرسالة على أحسن وجه في زمن العالم يقدس الديموقراطية وحرية التعبير.