مشاهد: نيوزيلاندا …إرهاب بالألوان !
تعددت الألوان والإرهاب واحد، لا لون ولا جنس له بحيث تعوّد الغرب على إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين ونتج عن هذه الاتهامات انتشار الإسلاموفوبيا وتنامى العداء ضد العرب والمسلمين في كل بقاع المعمورة.
لكن المجزرة التي ارتكبها السفاح الاسترالي في مسجدين بنيوزيلندا أزاحت الستار على عنصرية بعض الأشخاص وتأثرهم بكتاب وأفكار “سامويل هنتنغتون” “صراع الحضارات”، فمجزرة نيوزيلندا كشفت لنا أن الإرهابي الأسترالي “برينتون هاريسون تارنت” الذي يروج لأفكار وإيديولوجيات جديدة تنشر الفكر الصليبي والحنين إلى الحروب الصليبية وما سفره إلى تركيا مرتين !؟ لدراسة تاريخ الدولة العثمانية والوقوف عند هزائم “الدولة العلية” في فيينا سنة 1683 و”ليبانتو” دليل على تشبع هذا الإرهابي بأفكار الحروب الصليبية وجهله بالتاريخ الإسلامي الذي اختزله في تاريخ الإمبراطورية العثمانية وكذلك تعصبه إلى تفوق العرق الأبيض !؟ وللأسف كل هذه الأفكار موجودة بقوة عند حركات اليمين المتطرف في العالم الغربي والتي تبقى حركات منتجة لمشاريع إرهابيين ضد كل من يخالفهم العرق والدين.
فنحن هنا نترحم على ضحايا مجزرة نيوزيلندا الخمسين رحمة الله عليهم ويجب كذلك أن نشجب الإرهاب مهما كان بقوة ونندد به وندعو للتحاور والتعايش السلمي بين كل الديانات والأجناس في عالم أمامه تحديات اجتماعية واقتصادية وطبيعية تتطلب تضافر الجهود من أجل عالم أفضل خال من الإرهاب والحروب والعنصرية.