أويحيى والضربة الاستباقية؟

يقول العارفين بخبايا النظام والدارسين لشخصية الوزير الأول المخلوع أن خرجة هذا الأخير تؤكد أن الرجل يعرف جيدا أن ساعة تقديمه قربان للشعب قد دقت، وهذا منذ أن أصبح شعارا يندد به في المسيرات، فأويحيى بحسه الأمني ومعرفته الجيدة بخطط ومؤامرات النظام، وجب عليه توجيه ضربة استباقية لبقايا السلطة محذرا ومتوعدا في حالة ما إن لقي نفس سيناريو رجالات مصر مبارك.
أما الخرجة الإعلامية لذراعه الأيمن “شهاب” فما هي إلا تأكيدا لهذه التحاليل والاستنتاجات لأنهما في نفس المركب فهما يريدان إيهام الشعب أن أي مصير غير سار في انتظارهما قد يقول الشعب أنه حصل لهما بسبب خرجاتهما الإعلامية، فأويحيى كان أول المبشرين بالعهدة الخامسة وشهاب كان يدافع عن هذه العهدة الخامسة في البلاطوهات التلفزيونية ؟ ! فالسؤال ماذا تغير؟
الذي تغير هو الحراك الشعبي وإلغاء قرار استفادة ابن أويحيى من 5000 متر مربع في سيدي عبد الله استفاد منها الابن المدلل للوزير الأول، لما كان والده في السلطة وهذا ما زاد من غضب رجل المهام القذرة وكذلك الطريقة التي تخلت بها السلطة عن خدماته والشيئ الذي أربكه أكثر هو الشعارات التي تندد به في كل المسيرات والتي أصبحت شعارا يميز هذا الحراك.
أويحيى بدهائه فهم الرسالة جيدا بأنه في النهاية, لم ينل بلح اليمن ولا عنب الشام وبأنه بات مرشحا كقربان لامتصاص الغضب الشعبي وجعله يدفع فاتورة عقدين من الحكم البوتفليقي فهو بخرجته الاعلامية يكون قد أطلق بارود الشرف بينما أوكل مهمة الرمي العشوائي أو “العرّاسي” إلى ذراعه الأيمن في انتظار ما قد تأتي به خطط البشر ومصائب القدر.
تبقى خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.