ما يجب أن يقال: الحراك، التوبة والطابور الخامس؟
يدخل الحراك الشعبي السلمي الحضاري أسبوعه الخامس، حراك متمثل في مسيرات مليونية عبر 48 ولاية، انطلقت منددة بالعهدة الخامسة وبرموز الفساد.
حراك ارتبكت له السلطة لجديته ولاستجابة الشعب لندائه ولهذا تراجع الرئيس أو محيطه عن الترشح للخامسة بتأجيل الرئاسيات وتمديد للرابعة، لكن الشعب الجزائري الثائر عبر التاريخ قال كلمته : لا للخامسة ولا للتمديد ولا لرموز الفساد.
ومع توالي الأسابيع واستمرار المسيرات التي قررت نسف هذا النظام أو بالأحرى منظومة الفساد التي أصبحت تضع القرار وتعين الوزراء باسم المال العام المنهوب بشكل أو بآخر، وهذا مادفع بعض بارونات الفساد التمرد على عرابيهم ويقولون نحن مع الحراك, وكأن العملية تجارية وليست سياسية، فهؤلاء البارونات الذين استفادوا من الريع ومن الامتيازات لمدة عقدين من حكم بوتفليقة يريدون اليوم الاستثمار والمراهنة على نفس الامتيازات، لكن بعد بوتفليقة؟
وكأن هذا الشعب الثائر “غبي” لا يعرف من أين كونت هذه “الخزعبلات” ثرواتها؟! فحتى أمين عام الأرندي “أويحيى” الذي حذر وتوعد الشعب مع بداية الحراك بمصير سوريا وغيرها من دول الخراب، راح ينقلب على جناح السلطة ويعلن دعمه لمطالب الشعب بعد طرده من الحكومة وزاد عليه رئيس المندوبية التنفيذية للقبة سابقا وذراعه الأيمن حين راح هذا الأخير يذكرنا بأن المافيا السياسية المالية هي من كانت تتحكم وتحكم البلاد وهذا منذ 07 سنوات؟ ! ونسي أنه كان منذ أسبوعين فقط في بلاطوهات حداد يروج للعهدة الخامسة ؟ ! وحتى “زطشي” الذي يقال أن شقيق الرئيس هو من عينه على رأس الفاف خلفا لروراوة المحسوب على “توفيق” صانع تأهلنا مرتين لكأس العالم هو كذلك ركب موجة الحراك، والكل يعلم ماذا استفاد “زطشي” كرجل أعمال من حكم بوتفليقة هو ورجال المال الذين اقتحموا المكتب الفيدرالي من أجل السياسة ومآرب أخرى؟ !
وكل الجزائر تعرف من أين أتوا وماذا نهبوا في عهد بوتفليقة ثم يأتي زعيم الفاف المعين ويذكرنا أنه ابن الشعب وبأنه مع الحراك ؟ ! هذا التصريح يدخله في خانة التائبين
والشعب يعرف جيدا من هو معه ومن هو عليه ومن هم الطابور الخامس؟ ومن هم بارونات الفساد؟ ومن هم ضحايا العصابة؟ ومن هم المهمشين؟
فبعد 22 فيفري 2019 لا أحد باستطاعته الضحك على الشعب تحت أي مسمى؟ لأن زمن المافيا السياسية المالية وزمن الطابور الخامس انتهى مع أول صيحة “الجزائر حرة ديمقراطية” وصيحة “ياسراقين كليتوا البلاد”
الشعب استيقظ من غيبوبته كالبركان وهو عازم كل العزم على أن مال الشعب سيعود إلى الشعب وأن زمن الفساد والمفسدين قد أصبح من الماضي وأن حلم النظام الملكي مستحيل أن يتحقق في جزائر شعارها الجمهورية الديمقراطية الشعبية.