نخب الحراك ودهماء الإعلام؟

مع دخول الحراك الشعبي أسبوعه السابع بأسلوب حضاري وشعارات معبرة تدل على أن هذا الحراك هو بالفعل حراك شعبي يشمل جميع الأطياف ومؤطر بنخب سياسية وثقافية، حراك أبهر العالم، تصنع رأيا دوليا لفهم ما يحدث في الجزائر.
لكن للأسف عندنا أغلب القنوات التلفزيونية لم تواكب الحراك بموضوعية ومسؤولية بل راحت تقدم الولاء لبقايا الأجنحة المتصارعة وتغازل وتتودد للأقوى بطريقة بعيدة كل البعد عن الخدمة الإعلامية، بل راحت في كثير من الأحيان تمارس السياسة والشعبوية وتحاول تضليل الرأي العام وتوجيهه خدمة لفلان وعلان رغم أن هذا لم يطلب منها؟! وأخرى راحت تستنسخ مضمون المواقع الالكترونية وشريط الأخبار بطريقة رديئة بعيدة كل البعد عن المهنية، وقنوات صورت لنا “قعدات وقسرات” وقدمتها لنا على أنها برامج نقاش تستضيف فيها النطيحة والمتردية ! والفاشلين سياسيا ومهنيا والمرتدين والمتلونين وكائنات تقدم على أنها “كاتب صحفي” ولم نقرأ لها مقالا آو حوارا أو كتابا ؟! وتحاول إقناع الرأي العام وهي لم تستطع حتى إقناع نفسها بما تحاول أن تقول، زائد تنشيط البرامج الذي أصبح مهنة لمن هب ودب، لا خلفية سياسية ولا كفاءة ولا خبرة في السمعي البصري.
هذا هو حال الحراك والدهماء الإعلامية والسياسية في زمن الرداءة والغوغاء لصحافة السيلفي والمحاباة والصدف.
إننا في زمن الرداءة وللرداءة أهلها ونأتي اليوم ونقول لماذا لم تعد الصحافة تصنع الرأي العام أو حتى التأثير فيه؟!