المبعوث الخاص للزعيم الراحل معمر القذافي أحمد قذاف الدم حصريا لــ “الجزائر دبلوماتيك”:
- أحيي الموقف الجزائري من الازمة الليبية
- سيف الاسلام له مشروع ليبيا الغد
- فرنسا دمرت ليبيا وتركتها للخونة والعملاء
- مشروع الوحدة مع الجزائر في عهد بومدين لو تحقق لأصبحنا دولة عملاقة في العالم العربي وإفريقيا
فتح المبعوث الخاص للزعيم الراحل معمر القذافي والمسؤول السياسي لجبهة النضال العربي، أحمد قذاف الدم ملفات إقليمية وعربية في حوار حصري خصّ به موقع “الجزائر دبلوماتيك”.
حوار: جمال بن علي
الجزائر دبلوماتيك: بداية ما هو تعليقكم على الهجمات التي يقوم بها خليفة حفتر على طرابلس، وعلى حكومة الوفاق الوطني؟
قذاف الدم: الذي يجري في ليبيا منذ هجوم الحلف الأطلسي عام 2011 أكبر حملة عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، دُمرت خلالها القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي وأيضا البنى التحتية من مطارات ومواني وجسور، وشارك فيها مجموعات من “الكومبارس” والعملاء الذين تربوا في أحضان الغرب، وكانوا يكبرون في المساجد والنصارى يقصفون في مدننا وقرانا.. وبعد مواجهة تاريخية إستمرت ثمان شهور في صمود أسطوري وأستشهد القذافي وأبوبكر يونس وزير الدفاع وأنسحبت قوات الحلف وتركت ليبيا تغرق في الدماء والدمار..
بعد أن أستلم أمرها هؤلاء الجواسيس والعملاء تحت حماية هذه العصابات من الكومبارس يبتزونهم ويعيثون في الأرض فساداً من قتل وسجون وتعذيب ونهب للثروات، وحولوا ليبيا التي كان يستظل بظلها ملايين البشر إلى خراب ويباب.
كما أصبح مواطنوها في يتسولون في بقاع الأرض وأستوطنت ليبيا كل عصابات المافيا والتطرف وتجار الهيروين وباتت مرتع للمعارضة التشادية والسودانية.
واستنجدت الحكومة التي نصبتها صواريخ الحلف الأطلسي بالقوات الإيطالية والشركات الأمنية الأمريكية والبريطانية وتحول الوطن الى بؤر بركانية.
وتم تهجير ثلث السكان خارج الوطن فكان لزاماً على الليبيين الأحرار بأن يتنادوا للملمة القوات المسلحة والشرطة والقضاء لإعادة السيطرة وحماية المواطنين ودحر العصابات المسلحة وأصبحت الخيارات محدودة في ظل هيمنة الحلف الأطلسي الذي نشر جواسيسه ونشر الفتن ويعملون ليل نهار لتقسيم الوطن الى ثلاث دول.
وأصبحت المعركة ليست سياسية أو على سلطة وإنما على وطن يضيع وسيطرة القوات المسلحة على شرق البلاد وجنوبها وكان ينبغي بسط سيطرتها على الغرب فكانت هذه المعركة الحالية فهي ليست قوات خليفة ولا قوات معمر هي معركة كل الليبيين ضد حكومة الفرقاطة .
أعرف أن هناك قلق وخوف من حكم عسكري أو يتحول خليفة إلى حاكم مطلق ولا أعتقد أن هناك أحد يقبل بذلك ولا ظروف ليبيا تسمح ولا هؤلاء العسكريين الأحرار.
كيف ترى التدخل الأجنبي الداعم لحفتر من طرف مصر، الامارات وفرنسا؟
للأسف التدخل الأجنبي في ليبيا منذ عام 2011 ومستمر منذ أن أصبحت الخيانة وجهة نظر وللإستقواء بالأجنبي وأصبحت واقعاً فرض نفسه على كل الأطراف فأصبحت موالاة اليهود والنصارى من برنارد ليفي وساركوزي.
وأصبحت أيضا دول مجهرية تمول كل هذه الدماء التي تسيل كل صُبح .
كيف ترى الحل للازمة الليبية؟
الحل في ليبيا اليوم بات سهلاً بعد أن سقط القناع وشاهدَ شعبنا بعد هذه السنوات العجاف أنه كان ضحية خدعة كبرى تستهدف الوطن، ولذلك يجب إقامة دولة جديدة بعد إسقاط الدولة “المسخ” هذه وعفو عام وحكومة وطنية لم تأت من الخارج وخروج كافة الأسرى وإنتخابات حرة بعد عودة القوات المسلحة والشرطة والقضاء فليس هناك مشكلة بيننا كليبيين، فنحن نلتق ونتحاور جميعاً حتى مع خصومنا في عام 2011 والجميع يبحث عن مخرج .
هل تؤيدون ترشح سيف الاسلام القذافي للرئاسيات المقبلة، وهل بإمكانه لم شمل اللبيين، وتحقيق الوحدة بين اللبيين؟
سيف الإسلام لديه مشروع ليبيا الغد.. وسيف يمثل جيل الشباب ومن حقه إن أراد هو وغيره أن يتقدم للانتخابات، أما اليوم فالمعركة الواجبة كما قلت ليست سياسية وإنما معركة إنقاذ وطن يلتحم فيها حتى الخصوم لترسوا السفينة على شاطئ الأمان وبعدها تبدأ مرحلة الصراع على السلطة وذلك أمر مختلف.
ماذا عن الموقف الجزائري الرافض لكل تدخل أجنبي في ليبيا؟
أحيي الموقف الجزائري منذ اليوم الأول عام 2011 ونقدر مسار موقفها حتى هذه الساعة وعبر أربعين عاماً كنا حلفاء في كل العهود وعلى تنسيق كامل ومستمر على الصعيد الثنائي والعربي والأفريقي بل وصلنا فيه إتفاقية حاسي مسعود لطرح مشروع وحدوي لو كتب له النجاح لأقمنا دولة عملاقة في شمال أفريقيا مع الرئيس بومدين.
كما أحيي حراك الشعب الجزائري الذي برهن على وعي ومسئولية ويمارس حقه في التعبير مستفيداً ممّا يجري حوله من دروس ودسائس، وندعوا الله أن يلهم هذا الشعب العظيم الصواب لنرى غداً بلداً يتربع في شمال أفريقيا عزيزاً مزدهراً .
كما أود أن أطمئنكم بأن فجراً جديداً سوف يطل على ليبيا تطوي فيه هذه الصفحة المخجلة من تاريخنا ليعود الوطن للجميع حراً موحداً عزيزاً باذن الله..