ما يجب أن يقال: I24 قناة الذئاب وسياسة الكلاب ؟!
ما تقوم به القناة الإسرائيلية الفضائية I24 أخطر مما تقوم به مخابراتها “الموساد”، فالقناة تستضيف فلسطينيين وتفتح ميكروفوناتها للأصوات العربية بذكاء عال يتخيل للمتلقي أنه يشاهد قناة عربية مهنية وموضوعية وهذا عبر نشرات أخبارها التي تنقل فيها الأخبار بدون تعاليق ولا توجيه، فهي تتكلم على حماس الفلسطينية وعلى حزب الله اللبناني وعلى جميع الأحداث في العالم العربي.
لكن الصحفي المحنك الذي يتمعن في برامجها بعين الخبير المهني يدرك ويتفطن لسياسة دس السم في العسل، فهي تستقطب المشاهد العربي بنشراتها لتقدم له برامج سياسية وإخبارية موجهة بدقة وتمرر فيها حكومة إسرائيل كل رسائلها السياسية بإقناع وتأثير سياسي إعلامي قد يقع في سكره من لا يشرب من خمرها بعقلانية واعتدال.
وآخر البرامج الأكثر توجيها ومكرا وخبثا هو برنامج “عين على الخليج” الذي يروج للشرق الوسط الكبير كما يروج فيه لسياسة “كوشنر” وحلفائه في المنطقة، وما أثار استغرابي ويؤكد ما أقول هو برنامج يوم الثلاثاء الماضي استضاف فيه مقدم البرنامج كلا من الدكتور “عبد الله الجنيد” من البحرين و”مالك شرقاوي” من واشنطن في حصة خصصت لموضوع استضافة قطر لمؤتمر دولي لمناهضة التطرف، فكانت الحصة محاكمة لدولة قطر ببيادق عربية وكان المنشط يجر الضيوف بطريقة ذكية نحو ما يريد أن يسمعه وهو شيطنة قطر والتنديد بالمساعدات التي تقدمها للعائلات الفلسطينية في غزة وللفقراء عبر العالم كمساعدات إنسانية.
فوصلت النذالة من الضيوف أن تمنوا فشل مونديال قطر أو نزع تنظيمه منها وقال البحريني من المنامة أن المونديال مستحيل أن ينجح بدون الجمهور السعودي ؟ ! والشرقاوي من واشنطن تمنى الخراب لقطر ؟!
هذا هو إعلام إسرائيل الذكي الذي أصبح يخاطب العرب بلغتهم ويشتمهم بالطابور الخامس من حثالة العربان الذين باعوا ضمائرهم لمن يدفع أكثر ودخلوا “حرملك أمراء الشرق الأوسط الكبير” دعاة الشقاق والنفاق العربي !
إنه زمن الذل والهوان والرداءة الدبلوماسية والإعلامية في زمن العولمة والسماء المفتوحة.
اللهم احم الجزائر من مخططات قوى الدمار ومن الخونة ومن مكائد ذي القربى ومن زبانية وأزلام العدو، تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.