المصالح الجيوإستراتيجية بين الشيطنة وصكوك الغفران ؟!

ما يحدث اليوم في العالم من نزاعات واحتجاجات مفبركة وغير مفبركة وبعدها استقلالها سياسيا وإنسانيا، تارة باسم الديمقراطية وتارة باسم حقوق الإنسان، أحداث أسقطت القناع عن كل أساليب التقييم والتمويه التي جربتها الدبلوماسية الدولية، ابتداء من الكهنة الذين أحاطوا بفراعنة مصر القديمة وانتهاء بالرهبان الذين أحاطوا بباباوات روما تواصلا مع الكاردينال الفرنسي « Rochelieu » قديما.
اليوم، الدبلوماسية قطعت أشواطا هامة في التقييم والتمويه، ما نشهده الآن ويشهده للأسف عالمنا من أزمات وبؤر نزاعات يختلف حولها التقييم من طرف الدول العظمى حماة الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، فمثلا ما يحدث في “فنزويلا” من احتجاجات هي ثورة شعبية تعبر عن رأي الشعب وماعلى “مادورو” الرئيس المنتخب ديمقراطيا وشرعيا سوى الرحيل ؟!
هكذا تقول الو.م.أ وتقول عن النظام الإيراني بأنه لا يمثل الشعب؟! وغيرها من صفات الشيطنة التي تطلقها الو.م.أ وحلفاؤها فرنسا وبريطانيا، بينما أحداث مصر الأخيرة علق عليها “دونالد ترمب” بأنها مظاهرات تحدث في كل دول العالم؟؟!
كلام جميل يدخل في خانة صكوك الغفران التي تمنحها الدول العظمى لأتباعها وفق مصالحها الإستراتيجية سواء في الخليج العربي أو في مصر أو في المغرب، أما الدول التي تتقاطع فيها مصالحها أو ترفض أنظمتها التبعية والخنوع فتدخلها في خانة الدول المارقة.
لأن الدبلوماسية مصالح إستراتيجية وما دون ذلك شعارات وأدبيات مثلها مثل بطاقات أعياد الميلاد.