مشاهد: حماية المناخ ثقافة وليست سياسة ؟!
تعددت القمم والمناخ واحد، شعار ينطبق على قمة نيويورك للأمم المتحدة للمناخ، فعلا الكرة الأرضية تستغيث بسبب التقلبات المناخية التي أصبحت تهدد العالم بالزوال بسبب الارتفاع الخطير لدرجات الحرارة الذي أدى إلى خلخلة القطب الشمالي وتسبب في ذوبان جبال « Ice berg »وساهم في ارتفاع ملحوظ لسطح البحر كما تسببت كذلك درجات الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق مهولة في عديد مناطق العالم أبرزها غابات “الأمازون” التي تعتبر رئة العالم.
لهذا السبب دخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدال عقيم مع الرئيس البرازيلي الذي رد عليه بوقاحة دبلوماسية مست شخص زوجة “ماكرون” المثيرة للجدل “بريجيت” وكل هذا بسبب هاجس الحفاظ على المناخ.
فالمناخ، المتسبب الأول في انتهاكه هي الدول الصناعية الكبرى وشركاتها العملاقة واعتراف المستشارة الألمانية بالمسؤولية لا يكفي وتبرعات أمير قطر للدول الجزرية الفقيرة لا يكفي ؟ وتبرعات فرنسا كذلك لا تكفي ؟ لأن الاختلال المناخي أصبح واقعا معاشا, وبدل الحلول العلاجية كان الأجدر بكبار العالم أن يستشرفوا هذا بإستراتيجية وقائية لأن “الوقاية خير من العلاج”.
فالبداية يجب أن تكون بغرس ثقافة حماية المناخ في الساكنة وفي البرامج الدراسية والإيمان به كثقافة وعقيدة بدل اعتباره مشروع سياسي لأن الثقافة تحكمها الأخلاق حسب نظرية “أرسطو” والسياسة تحكمها المصالح حسب نظرية “مكيافيل” ليبقى المناخ هو الحياة وحمايته واجب مقدس وفرض عين على البشرية جمعاء من أجل كوكب الأرض، هذا الكوكب الذي أهمله الكبار في صراعهم الدائم حول التفوق والريادة؟
فإذا كانت آثار الطفرة الصناعية والاقتصادية استفادت منها الدول الكبرى فآثار التقلبات المناخية تضررت منها كل الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
فليعلم أصحاب القرار في هذا العالم أن أكبر تحدي سيواجهه العالم على المدى القريب والبعيد هو “المناخ” والذي سيرهن وجودنا جميعا وقد يعصف بوجود كوكب اسمه “الأرض”.
“To be or not to be”